جومانا ناهض-
مهما طالت السّنوات يبقى شهر تشرين، سنة بعد سنة، يحمل في طيّاته الحزن والألم ولكنّه معمّم بالعزّة والكرامة والإباء.
في ذلك اليوم الّذي فقد فيه معظم العالم تقيُّده بالشّرائع الإنسانيّة والدّولية، وفُقدت فيه الوطنيّة من أذهان ملاعين الدّاخل، كان قائد عظيم بلباس مرقّط يستبسل مع الوطنيّين الأحرار لاستعادة الأرض والحريّة.
١٣ تشرين الّذي أرادوه انكسارًا لعزيمة كان غلبة لفكر وطنيّ.
١٣ تشرين الّذي أرادوه خضوعًا لإرادة كان تمرُّدًا لحقّ.
١٣ تشرين الّذي أرادوه انسحاقًا لشعب وفيّ كان ارتقاءً لشعب عظيم.
مع كلّ سنة نستذكر فيها هذا التّاريخ، الّذي كان عظيمًا بالرّغم من توشّحات سوداء ترسم صفحاته باستشهاد أبرياء ترتسم أمامنا عبرة.
١٣ تشرين كتاب فلسفيّ في علم الحياة، والتّضحيّة والوطنيّة والمثابرة.
كتاب ننهل منه ومن قائد ذلك التّاريخ الجنرال ميشال عون الكثير:
- الوطن مهما ضعف يبقى الأغلى.
- الوطن لنا لا لغيرنا، فالكلّ راحل وهو باقٍ.
- معًا نجترح المعجزات نفتّت الصّخر ونبني الأمجاد، أفرادا تتكسّر قدراتنا فيغلّ بيننا خائنون وتتهدّم الأحلام.
- نحن نكتب التّاريخ ولا نصنعه، فللصّناعة تاريخ انتهاء أمّا للكتابة فأبديّة.
- لا مكان في قلوبنا للخوف فمن يرسم أهدافه محصّنًا بنظافة الكفّ والفكر والتّطلّعات يغلب الأمان.
- من يبقى على الأمانة يسلم. فنحن ضمانة بعضنا البعض، كنّا وعلينا أن نبقى بالقول والإرادة والفعل والاستمراريّة.
- لا قوّة غاصبة على الأرض ستأخذ توقيعنا أو أهدافنا أو أحلامنا، ما لنا يبقى لنا فنحن خلقنا والحريّة وسام على جبيننا.
تشريننا يا لك من شهر! أنت الّذي يحزننا ويفرحنا، يحبطنا ويقوّينا، يؤلمنا ويداوينا.
تشرين الكرامة،
تشرين العزّة،
تشرين الانتصار،
تشرين الأوفياء
وتشرين العبرة.
تشرين العونيّين والتّياريّين وكلّ الأوفياء...
لك المجد بكلّ ما جاء فيك.