2024- 11 - 19   |   بحث في الموقع  
logo غارة إسرائيلية على منزل في حبوش.. وسقوط إصابات logo الإعتداءات الصهيونية على الجنوب والبقاع عصراً logo اللقاء الكاثوليكي: حماية الأملاك العامة والخاصة بأهمية السيادة وحصرية السلاح بيد الدولة logo بين إسرائيل وتركيا... زيارة "سرية" وهدف مُحدّد logo بعد الضوء الأخضر الأميركي... أوكرانيا تنفذ أول هجوم بصواريخ "أتاكمز" logo تحركات إيرانية سورية: تسليم واستلام رسائل! logo مسؤول سابق في الشاباك يتحدث عن "إنجاز كبير لحزب الله"! logo ميقاتي يستقبل وفدًا من شركة OMT
الشرق الأوسط الجديد وصراع الحضارات
2023-10-12 17:12:31



حبيب البستاني-
مما لا شك فيه ان الحرب التي شنتها حماس على الدولة العبرية والتي عرفت بطوفان الأقصى قد بينت الفشل الذريع لكل اجهزة المخابرات، ليس فقط أجهزة مخابرات العدو إنما ايضاً وبشكل متدرج كل أجهزة مخابرات الدول الغربية، التي وبالرغم من عدد المجندين الكبير الذين في خدمتها، وبالرغم من التكنولوجيا المتقدمة المزودة بها والتي كلفت المستهلك في هذه الدول مئات ملايين لا بل مليارات الدولارات. فلا الأقمار الصناعية ولا طائرات التجسس المزودة بتكنولوجيا عين النسر التي تمكنها من رؤية وتصوير المساحات الصغيرة التي لا يتعدى مساحتها بضع السنتيمترات، ولا أجهزة التنصت على المكالمات الهاتفية والخلوية، استطاعت من رصد تحركات حوالي ألف مقاتل من حماس استطاعوا وبمعدات بدائية وطائرات شراعية من اختراق حدود غلاف غزة والوصول إلى أكثر من 20 مستوطنة إسرائيلية والتوغل بعيداً في العمق الإسرائيلي وضرب أهداف عسكرية على طول الخط الساحلي للدولة العبرية، محدثة زلزالاً مروعاً أجبرت معه قيادة تساهال اي جيش الدفاع الإسرائيلي للبقاء خارج نطاق الخدمة وبعيداً عن السمع لأكثر من يوم كامل. مع ما استتبع ذلك من خسائر بشرية فاقت الألف عدا عن احتجاز أكثر من 150 رهينة مدنية وعسكرية.
هالة الجيش الذي لا يقهر سقطت تحت ضربات المقاومة
بالأمس القريب كان الجيش الإسرائيلي واحداً من أهم الجيوش وأكبرها وأكثرها تدريباً في كل منطقة الشرق الأوسط، حتى أن العديد من البلدان الإفريقية كان يتمثل به محاولاً السير على خطاه، وكان مفخرة في التنظيم والتكتيك والمناورة، ولكن بعد "طوفان القصى" أصبح مضرب مثل في الهرب والانهزام وراحت الصور المتناقلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام العالمي تفضح زيف الادعاءات الإسرائيلية، فتم قتل جنوده ومطاردة جنرالاته ومسؤولي الجبهات وهم في ثياب النوم، فالجيش الذي كان يتقن فن المباغتة والحرب الصاعقة وقع فريسة هذه المفاهيم نفسها، وراحت المقاومة الفلسطينية تسطر الانتصارات واحداً تلو الآخر.
لا بنك أهداف بل ممارسة همجية للعقاب الجماعي
كانت إسرائيل في ما مضى تمتلك بنكاً من الأهداف فأضحت جيشاً يحاول اقتناص الانتصارات ولو على حساب جثث المدنيين والأطفال، وفي محاولة يائسة لإنقاذ ماء الوجه راح الجيش الإسرائيلي يدك البيوت السكنية والعمارات الشاهقة في محاولة لتعديل عدد القتلى فغابت الأهداف العسكرية عن مسارات الطائرات الحربية الإسرائيلية وآلة حرب الدولة العبرية. وبغياب الأهداف العسكرية التابعة لحماس، فلا ثكنات ولا رادارات ولا تجمعات عسكرية منتظمة بل مجرد حرب ميليشيات متنقلة لا تمت بأية صلة إلى الحرب النظامية والتكتية الكلاسيكية. من هنا فكل العمليات العسكرية الإسرائيلية تتم تحت ما يسمى بالعقاب الجماعي "general punishment" وهذه القاعدة سبق لإسرائيل أن مارستها إبان اجتياح فلسطين في العام 1948 وفي مجمل الحروب التي خاضتها الدولة العبرية لاحقاً لا سيما حرب ال 2006.
اللجؤ إلى الدعاية والإعلام سبيلاً لاستدرار عطف العالم
هكذا تبدو إسرائيل عاجزة عن المواجهة لوحدها وبالتالي فقد برزت حاجتها لدعم غير محدود من الدول الغربية لا سيما أميركا، وراحت تستعمل جالياتها في كل أنحاء العالم لبث الأخبار الملفقة من جهة وللحصول على المساعدات العسكرية واللوجستية من جهة أخرى. وإذا كان الهدف هو القضاء على حماس كما يقول إعلام العدو واقتلاعها من جذورها، فإن حصار غزة ودك المدن الفلسطينية بالحديد والنار جعل من كل الفلسطينيين يقفون خلف حماس.
من هنا فإن اية عملية برية للتوغل في قطاع غزة سيشكل ضربة قاضية لمشروع السلام العربي الإسرائيلي وبالتالي فإن العالم العربي والإسلامي من المحيط إلى الخليج لن يكون في مقدوره المضي قدماً في علاقاته السلمية مع إسرائيل، وأكبرمثال على ذلك ما يحدث من مظاهرات تعم العالم العربي وما حدث في مصر من اعتداء على سواح إسرائيليين وذلك بالرغم من معاهدتها مع إسرائيل.
بعد الوقوع في الخطأ الاستخباراتي حذار الوقوع في الفخ التكتي لا بل الاستراتيجي، الذي سيحدث في حال وقف الغرب كله خلف إسرائيل في حربها التدميرية، إن خطأ من هذا النوع يعني وبكل بساطة فتح صراع الحضارات على مصراعيه.
وحده تنفيذ قرارات الأمم المتحدة من قبل إسرائيل لا سيما حل الدولتين وكل القرارات ذات الصلة من شأنه طمأنة الجميع والدخول في محادثات سلام تحت عنوان "الأرض مقابل السلام".
كاتب سياسي*



التيار الوطني الحر



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top