بقي قرار حزب الله في ما خص مدى وحجم مشاركته في نصرة المقاومة الفلسطينية من لبنان، في دائرة الضوء، بمعزل عن المجريات اليومية، وآخرها المواجهة المحدودة في عيتا الشعب وارتفاع منسوب القلق مما يجري، في ضوء بدايات نزوح من قرى قريبة من الحدود، سواء في القطاع الغربي او الشرقي بعد الاشتباك الذي حصل بين وحدة من المقاتلين التابعين لحركة الجهاد الاسلامي الذين حاولوا التسلل الى الداخل، واصطدموا بقوة اسرائيلية، لكن القصف الاسرائيلي طاول القرى المذكورة، مع برج مراقبة لحزب الله، الذي امتنع عن الردّ، بعد قصف دام اكثر من ساعتين.
وفي حين نعت المقاومة الاسلامية الشهيد علي رائف فتوني، سارع ممثل الجهاد في بيروت إحسان عطايا الى الاعلان ان عملية الجهاد لا تهدف الى توريط لبنان او جره الى الحرب.
تحدثت معلومات عن سقوط 3 شهداء لحزب الله، كان بعضهم في مهمة اختراق السياج الفاصل عن منطقة الجليل الاعلى، وليلاً افيد عن اطلاق صواريخ اسرائيلية باتجاه قرى الجنوب، بعدما تحدث اعلام العدو عن اطلاق 11 قذيفة هاون من منطقة قريبة من رميش باتجاه ثكنة عسكرية اسرائيلية.
كما نعى حزب الله كُلاًّ من علي حسن حدرج وحسام محمد ابراهيم وعلي رائف فتوني.
وتبنت المقاومة الاسلامية ما وصفته الرد الاولي على استشهاد ثلاثة مقاومين من حزب الله، باطلاق صواريخ مواجهة وقذائف هاون على ثكنة برانيت، وهي مركز قيادة فرقة الجليل، وثكنة افيغليم وهي مركز قيادة كتيبة تابعة للواء الغربي، واعلن الجيش الاسرائيلي عن شن قصف مدفعي رداً على نيران اطلقت من لبنان باتجاه اسرائيل.
وكان القصف المعادي بعد ظهر امس طاول بلدات عيتا الشعب، الضهيرة، يارين، مروحين، رميش، بيت ليف، ويارون وصولاً الى حقول في ياطر وزبقين.
واعلن الجيش اللبناني، ان بعض القذائف المعادية سقطت في باحة مركز للجيش اللبناني في خراج بلدة رميش، مما ادى الى اصابة ضابط بجروح طفيفة.
ونفت العلاقات الإعلامية في حزب الله كل ما يشاع وينشر عن إخلاء مواقع أو الطلب للإخلاء لأي جهة، لا سيما مراكز الجيش اللبناني.
وحذر مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية من اتخاذ «قرار خاطئ» وفتح جبهة ثانية مع إسرائيل.
ولئن كانت الحكومة عبر الاتصالات غير المباشرة تلقت «وعداً» على حدّ ما كشف وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبد الله بو حبيب بأن الحزب لن «يتدخل» في حرب غزة إلا اذا «تحرشت» اسرائيل بلبنان، فإن لبنان الرسمي يسعى الى التحرك عربياً لعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب حول تطورات الموقف في غزة.
وحضر موقف لبنان مما يجري في قطاع غزة والمواجهات المستمرة لليوم الثالث على التوالي في اجتماع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مع الوزير ابو حبيب، ثم مع قائد الجيش العماد جوزاف عون، الذي كان التقى في مكتبه في اليرزة قائد قوة الامم المتحدة المؤقتة في لبنان اللواء آرلدو لازارو (Aroldo Lazaro).
وكان موضوع البحث ضبط الوضع عند الحدود الجنوبية، ومنع اية محاولات للاختراق، وابقاء التنسيق قائماً مع تفعيله عبر لجنة الارتباط العليا التي تجتمع في الناقورة دورياً.
ومن السراي كشف بو حبيب ان لبنان لا يريد ان يدخل في الحرب الدائرة، والرئيس ميقاتي يجري الاتصالات والاطراف الدولية تدعونا لعدم الدخول في الحرب، وهذا هو موقفنا.
وقال رئيس الحكومة: «ان الاتصالات التي قمت بها أكدت حرص الدول الصديقة والشقيقة على بقاء لبنان في منأى عن تداعيات الوضع المتفجّر في الاراضي الفلسطينية، وحمايته».
ودعا لتجاوز التجاذبات ولتوحيد الارادات اللبنانية، في حين علمت «اللواء» ان اتصالات بدأت لعقد جلسة لمجلس الوزراء يحضرها الوزراء المقاطعون، لاظهار ارادة الوحدة الداخلية ازاء ما يجري، والبحث لاحقاً بكيفية إحداث تقارب لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.
سياسياً، قالت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن التطورات الأخيرة في غزة وما سجل بعدها على جبهة الجنوب أدت إلى تراجع الاهتمام بالملف الرئاسي الذي كان من المفترض أن يتواصل التحرك بشأنه من خلال المساعي القطرية ورأت أن المسعى حاليا في اجازة إلى حين تبلور المشهد بعد هذه التطورات مشيرة إلى أن أي طارىء يستجد في البلاد يدفع إلى عقد مجلس الوزراء استثنائي.
وافادت هذه المصادر أن هناك رأياً يقول أن انسداد الأفق الرئاسي مرشح أن يطول جراء ما حصل مع العلم أن انتخاب رئيس للبلاد لم يشكل اولوية في حين أن راياً آخر يتحدث عن قلب الأوراق والدفع في اتجاه تسريع عملية الإنتخاب ومن هنا لا بد من انتظار سير الأمور.
جنبلاط ينتقد
وانتقد جنبلاط كلام رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، من ان «هذا الكيان المؤقت آن له ان يزول، وان تتخلص البشرية في منطقتنا، من اعبائه وتسلطه»، وقال: هذا كلام غير مفيد.
وقال جنبلاط: لا اعتقد اننا بحاجة الى جبهة جديدة، وأتمنى من حزب الله ضبط الجنوب اكثر من اي وقت مضى خاصة من بعض التنظيمات التي قد تتسلل الى الجنوب لتقويض الامن، معرباً عن اعتقاده ان «وعي القادة في الحزب يجب ان يكون فوق استدراج الوقوع في الفخ» وسأتواصل مع الحزب.
نيابياً، انطلقت في مجلس النواب نقاشات لجنة المال والموازنة برئاسة النائب ابراهيم كنعان لمشروع موازنة ٢٠٢٤، في حضور وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف خليل. واشار كنعان بعد الاجتماع الى ان «عددا من النواب اعترض على مرسوم احالة مشروع الموازنة من دون توقيع كل الوزراء في غياب رئيس الجمهورية، وبنتيجة التصويت تقرر نقاش المشروع باعتراض 3 نواب أنا من بينهم»، موضحا أن «موازنة 2024 المحالة من الحكومة تشغيلية، لم يتم فيها توحيد سعر الصرف فيها ولا تحمل توجهاً عاماً للاصلاح الضريبي». ولفت الى ان «الايرادات المتوقعة في موازنة 2024 غير مضمونة التحقيق في ضوء مواد عدة ستسقط في الهيئة العامة بفعل الاعتراض عليها، وتأمين الاموال يكون بطرق اخرى منها ضبط التهرب الضريبي»، مشيرا الى ان «لا يمكن الموافقة على موازنة العام 2024 من دون الحسابات المالية الشفافة عن السنة السابقة بحسب الدستور». وحمّل «الجميع مسؤولية ضرورة السير بالاصلاحات والاخذ بالاعتبار وجع الناس من دون أي تباطؤ».
وأدى تدهور الوضع في الجنوب الى تعليق الدروس في فروع الجامعة اللبنانية في صيدا والنبطية وصور، كما قرر وزير التربية والتعليم العالي عباس حلبي تعليق التعليق الدروس في مدارس الجنوب.
دبلوماسياً، طلبت السفارة الاميركية من مواطنيها في بيروت، توخي الحذر، لان الوضع في اسرائيل غير قابل للتنبؤ.