أربكت المسؤولين اللبنانيين رسالتان أميركية وفرنسية حملتا تحذيرا من مخاطر مشاركة حزب الله على نطاق واسع في التصعيد العسكري. فباريس حمّلت الإدارتين النيابية والحكومية المسؤولية عن أي انفلات أو تفلّت أمني انطلاقا من الجنوب. وتردّد في هذا السياق أن الرئيس إيمانويل ماكرون شارك شخصيا في الإتصالات التي حصلت مع المسؤولين. فيما أوصلت واشنطن تحذيرا إسرائيليا باستعداد تل أبيب الى خوض حرب واسعة في لبنان في حال طبّق حزب الله جديا وعملاتيا نظرية وحدة الساحات، وهو ما عكسه وزير الخارجية أنطوني بلينكن الذي قال إن الولايات المتحدة تبذل كل ما في وسعها لضمان عدم تمدد الصراع إلى لبنان، لافتا إلى أنه "أننا نفعل كل ما في وسعنا لضمان عدم وجود جبهة أخرى في هذا الصراع، بما في ذلك حزب الله ولبنان".
بالتأكيد لم يكن لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي كان حتى الأمس في إجازة، أن يقوله لمن تواصل معه خارجيا سوى تكرار لازمة ضبط النفس، مع غياب أي موقف علني أو رسمي. وقد تذرّعت أوساطه في تبريرها الصمت الحاصل بأنه "في اللحظات الحرجة يكون العمل الصامت أبلغ من الكلام" (!). وتبيّن أن الخارج ما زال يعتمد رئيس مجلس النواب نبيه بري قناة تواصل غير مباشر مع حزب الله.
اللافت أن الحزب ما زال حتى الآن ملتزما قواعد الإشتباك المرعية منذ آب 2006. وفي هذا السياق تحديدا جاء استهدافه المواقع الإسرائيلية الثلاثة في منطقة مزارع شبعا.