يستخدم العدو الاسرائيلي أسلوب الإنتقام التدميري والدموي في غزة، في محاولة يائسة منه للحفاظ على ما تبقى من ماء وجهه المهشّم الذي مرّغه المقاومون في أرض فلسطين التي يُفترض بعد عملية “طوفان الأقصى” الزلزالية أن تدخل مرحلة جديدة من المعادلات والتوازنات التي تصب في مصلحة القضية الفلسطينية، سواء على “البارد” عبر مفاوضات تليها تنازلات من الجانب الاسرائيلي لا سيما بما يتعلق بقضية المعتقلين الفلسطينيين، أو على “الساخن” بمعركة إقليمية مفتوحة بمشاركة كل ساحات المقاومة الجاهزة للساعة صفر..
حتى الآن ما يزال صمود غزة يضبط الجبهات الأخرى، وخصوصا الجبهة اللبنانية التي وجهت منها المقاومة الاسلامية أمس تحية صباحية للمقاومين في فلسطين بصليات صاروخية بإتجاه الأراضي اللبنانية المحتلة وذلك في رسالة واضحة، مفادها أن “المقاومة ليست على الحياد، وأن غزة ليست وحدها، وأن سقوطها خط أحمر، وأن استمرار العدو في عدوانه عليها بهذا الشكل الهستيري أو محاولته اللجوء الى الإجتياح البري، سيفتح الباب أمام “طوفان لبناني” جارف قد تكون نتائجه على الصهاينة أسوأ من “الطوفان الفلسطيني”.
لا شك في أن الإنجاز الكبير جدا وغير المسبوق الذي حققته المقاومة الفلسطينية أدى الى تصدّع أعمدة الكيان وطرح أسئلة وجودية دفعت العدو الى إعتماد أعلى درجات العنف لإستعادة زمام المبادرة والخروج من المأزق وتداعياته على كل المستويات.
هذا العنف الدموي المتوقع بعد “طوفان الأقصى” الذي كشف الكثير من الثغرات في الجهازين الامني والعسكري للعدو الى درجة الغباء حينا وقلة الحيلة أحيانا، سيجعل غزة والفصائل الفلسطينية في مواجهة تكنولوجيا عسكرية تدميرية متطورة جدا ستلجأ اليها إسرائيل وستهدد عبرها بشكل فعلي قدرات المقاومين على الصمود.
يعني ذلك، أن محور المقاومة تتقدمه المقاومة الاسلامية في لبنان لن يقف متفرجا تجاه تطور الأحداث في غزة، والتي إن وصلت الى مستوى معين، فإن هذا المحور سيدخل المعركة بشكل مباشر بمعزل عن الحساسيات الداخلية والتهديدات الخارجية، انطلاقا من ثوابت لديه مفادها “عدم ترك غزة وحيدة، ومنع أي كان من سرقة هذا الانتصار الكبير الذي حققه أبناؤها”، خصوصا أن العملية النوعية التي أسقطت مقولات “التفوق الاسرائيلي والجيش الذي لا يقهر”، جاءت في وقت سياسي دقيق يتجاوز الدفاع عن الأقصى الى التأكيد أن شطب القضية الفلسطينية عبر التطبيع العربي – الاسرائيلي لا يمكن أن يمرّ.
ولعل الأميركي أكثر من أدرك هذه الرسالة، حيث أكد أنه “لن يسمح بأن تكون تطورات غزة سببا في وقف مسيرة التطبيع”.
ولا شك في أن رغبة الأميركي في التطبيع ستؤدي حتما الى إصطفافات في المنطقة وستفرض حصارا على محور المقاومة، ما يجعل معركة غزة هي معركة الخط المقاوم بكل ساحاته وفصائله، وبالتالي فإن أي إنتكاسة في غزة ستشكل ضربة موجعة لهذا الخط وتطلعاته السياسية والعسكرية.
هذا الواقع، يجعلنا أمام حرب أعلنها نتنياهو وهي حرب صعبة وليست نزهة، لذلك فإن محور المقاومة سوف يحرص على أن تدفع إسرائيل وحلفاؤها ثمنا باهظا جدا.
وفي هذا الاطار، تتوقع مصادر مواكبة أن “كل فلسطين المحتلة ستكون على موعد مع أعمال عسكرية كبيرة ودقيقة ستجعل الكيان الغاصب ومن يقف خلفه يعيدون حساباتهم جيدا”..
هذه الاعمال العسكرية المتوقعة على إمتداد أرض فلسطين ستكون رسالة واضحة الى المطبعين والى كل من يراهن على التطبيع مع إسرائيل، وستساعد في صمود غزة التي تشكل اليوم بوصلة محور المقاومة!..
كلمات دلالية: غزة المقاومة الى هذا فلسطين محور الفلسطينية الاسرائيلي |