زفّ فريقٌ من الباحثين في المعهد "الكوري للآلات والمواد"، وهو معهد يخضع لسلطة وزارة العلوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في كوريا الجنوبية، خبراً ساراً لذوي الاحتياجات الخاصة، بتطويرهم تقنية جديدة للكراسي المتحركة الروبوتية هي الأولى من نوعها في العالم، والتي تساعد الأشخاص ذوي الإعاقة في الأطراف السفلية على صعود ونزول الدرج والتحرك بالكرسي المتحرك بطريقةٍ مرنة.كرسي متحرك مذهلقام فريق البحث بقيادة تشان هون بارك، مدير قسم بحوث روبوتات الذكاء الاصطناعي في المعهد "الكوري للآلات والمواد"، بتصميم زاحفٍ وربطه بالجزء السفلي من الكرسي المتحرك ليمكنّها من صعود ونزول الدرج، بحيث يتم إخفاء هذا الزاحف داخل الكرسي المتحرك في الأوقات العادية وإنزاله كلما لزم الأمر.
إضافةً إلى ذلك، صمم فريق البحث هيكل فريد في هذا الكرسي المتحرك على شكلٍ متوازي الأضلاع وتقنية تعويض الوزن الذاتي، لتطوير "وحدة الوقوف"، وهو جهاز يسمح للمستخدم باتخاذ خمسة أنواع مختلفة من الوضعيات، بما في ذلك وضعية الوقوف والاستلقاء على الظهر، والانحناء إلى الخلف والأمام أثناء الجلوس، وتعديل ارتفاع المقعد.التحرير من قيود المساحةولأن هذا الكرسي المتحرك الآلي قادر على تجسيد وظائف صعود الدرج، والتحرك فيه أثناء التوقف، والتغيير إلى مجموعةٍ متنوعة من الوضعيات، فمن المتوقع أن يكون مفيداً بشكلٍ كبير في تحرير الأشخاص ذوي الإعاقات السفلية من قيود المساحة في حياتهم اليومية.
ويعالج هذا الكرسي الروبوتي مشكلةً عانى منها كثيرون مع الكراسي المتحركة التقليدية المعتمدة على الزاحف، إذ كان من الصعب التغلب على المشكلة المرتبطة بانزلاق الكرسي المتحرك على الدرج. ونظراً لوجود قيود على تغيير الوضعيات أثناء الجلوس على الكرسي المتحرك، كان الضغط الناتج عن وزن المستخدم مرّكزاً وكان هناك أيضاً خطر التسبب في قُرح الفراش، وهي عبارة عن إصابات تلحق بالجلد والأنسجة المبطنة نتيجة الضغط المطول على الجلد.
وهكذا، يمكن للكرسي المتحرك الآلي الجديد صعود الدرج بحركةٍ بسيطة للزاحف دون الحاجة إلى المرور بعملية معقدة للتحكم في الكرسي المتحرك عن طريق حساب النقطة الزمنية التي يرتفع فيها الكرسي المتحرك في بداية الدرج والنقطة الزمنية التي يمر فيها عبر الدرج. ويعطي هذا الكرسي للمستخدم قدرة التغيير إلى وضعياتٍ مختلفة أثناء الجلوس، ما يمكن أن يساعد في حل تركيز الضغط، ومنع قُرح الفراش، وتحسين الدورة الدموية للمستخدم.العجلات المتحولةلجعل صعود الدرج ونزوله سلساً، طور فريق البحث تكنولوجيا "العجلات المتحولة" القادرة على صعود الدرج باستخدام العجلات الدائرية وحسب. وضمن هذه الجهود، دمجوا في هذا الكرسي لأول مرة في العالم، آلية جديدة للتحكم في الصلابة تحاكي التوتر السطحي لقطرة الماء.
على الأسطح المستوية، تحتفظ العجلات المتحولة المطورة حديثاً بشكلها المشابه للعجلات العادية. ولكن عندما تواجه العجلات عائقاً، تقل صلابة العجلات ويتغير شكلها بما يتناسب مع شكل العائق، ما يسمح للكرسي المتحرك بالدوس على العائق والمرور. وبما أن هذه العجلات قادرة على التحرك بسرعة على سطحٍ مستو والتغلب على العقبات، فمن المتوقع أن يتجاوز استخدام هذه التكنولوجيا الكراسي المتحركة الروبوتية ليشمل مختلف روبوتات التنقل.
وقد علقّ تشان هون بارك، مدير قسم بحوث روبوتات الذكاء الاصطناعي في المعهد "الكوري للآلات والمواد"، على هذا الإنجاز اللافت قائلاً "في حين أن التكنولوجيا التقليدية للكراسي المتحركة كانت تركز على توفير القدرة على الحركة وحسب، فقد تم تطوير أحدث تقنياتنا للكرسي المتحرك الآلي بغرض مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة. سنحاول نشر التقنيات التي سيتم تطويرها في المستقبل بسرعة للمساهمة في تحسين حياة الأشخاص ذوي الإعاقة، كما سنبذل قصارى جهدنا لتطوير تقنيات الروبوتات التي تساعد البشرية".