2024- 11 - 19   |   بحث في الموقع  
logo غارة إسرائيلية على منزل في حبوش.. وسقوط إصابات logo الإعتداءات الصهيونية على الجنوب والبقاع عصراً logo اللقاء الكاثوليكي: حماية الأملاك العامة والخاصة بأهمية السيادة وحصرية السلاح بيد الدولة logo بين إسرائيل وتركيا... زيارة "سرية" وهدف مُحدّد logo بعد الضوء الأخضر الأميركي... أوكرانيا تنفذ أول هجوم بصواريخ "أتاكمز" logo تحركات إيرانية سورية: تسليم واستلام رسائل! logo مسؤول سابق في الشاباك يتحدث عن "إنجاز كبير لحزب الله"! logo ميقاتي يستقبل وفدًا من شركة OMT
روسيا تستثمر في "حياد" الشرق الأوسط (بسام مقداد)
2023-10-07 06:45:07


الربيع المنصرم صرح رئيس المخابرات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين أن الولايات المتحدة تعد خطط حرب إعلامية ضد روسيا في الشرق الأوسط. ونقلت عنه الإزفستيا في 24 أيار/مايو المنصرم قوله في مقابلة مع عملاق البروباغندا الروسية RT بأن أحوال إدارة بايدن في الشرق الأوسط "ليست على مايرام"، ولذلك قررت واشنطن "كعادتها" أن تنسب الأمر إلى ظروف المواجهة مع روسيا. وتلقف عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الروسي (الدوما) دمتري بيليك تصريح ناريشكين ليقول بأن الشرق الأوسط "عقبة" بوجه الولايات المتحدة في سعيها لعزل روسيا، حسب الإزفستيا.
ليس ما يشير إلى أن أحوال الولايات المتحدة في المنطقة "ليست على ما يرام"، ولا أن الشرق الأوسط مهجوس بأن يشكل عقبة بوجه سعي الولايات المتحدة لعزل روسيا. موقف دول الشرق الأوسط من حرب روسيا على أوكرانيا، بين رافض للحرب وداعم لروسيا، لم يتغير منذ أن اندلعت. بل الكل باقٍ على موقفه، وما عدا النظام السوري، ليس من إشارات على أن أياً منها بوارد الإصطدام مع الولايات المتحدة في مواقفها بشأن الحرب والعلاقة مع طرفيها.
الكلام الروسي الذي يتجاهل الإختلاف في مواقف دول الشرق الأوسط من حربها على أوكرانيا، ويصور المنطقة وكأنها تقف كلها إلى جانب روسيا، ليس جديدا. فقد رأت صحيفة الكرملين vz مطلع السنة الحالية بأن "الشرق الأوسط أصبح سنداً لروسيا في المواجهة مع الغرب". ويبدو أن روسيا تريد من الكلام عن تعثر "أحوال" الولايات المتحدة في المنطقة التي تقف "حجر عثرة" في وجه مخططاتها بشأن روسيا، أن تقدم للخطوات التي تتخذها في المنطقة وحولها.
آخر الشهر المنصرم اختتم في روسيا أعماله منتدى "روسيا والشرق الأوسط". وأعلن معهد الإستشراق الروسي عن عقد المؤتمر العلمي الثالث بين 16 و18 الجاري في منتدى "قراءات ألكسندر بوفين (صحافي وكاتب خطابات بريجنيف حتى وفاة الأخير، سفير الإتحاد السوفياتي السابق في إسرائيل)"حول الدراسات الإسرائيلية. كما أعلن راديو Sputnik عن بدء البث من بيروت، وتنطلق رسمياً هذا الخريف في لبنان قناة التلفزة Pravdatv (عين على الحقيقة) التي سبق أن بدأت بثها التجريبي، وأجرت منذ أيام مقابلة مع السفير الروسي في لبنان ألكسندر روداكوف.
في تقديمه للبث بالعربية من بيروت قال موقع راديو Sputnik في 2 الجاري بأنه حل مكان ترددات اثير BBC Arabic التي توقفت عن البث في مطلع السنة الحالية. ويتباهى موقع البروباغندا الروسي بأن تعبير "هنا لندن" أو "لندن تتكلم" الذي كان يصدح في الأثير منذ العام 1938، سيصدح مكانه الآن "موسكو تتكلم". ويشير إلى أن البث سيغطي الأراضي السورية أيضا.
قناة التلفزة Pravdatv أطلقها رجل أعمال لبناني يدير مشاريع تجارية وصناعية في روسيا منذ السبعينات. ولديه على إحدى الإذاعات اللبنانية برنامج أسبوعي "هنا موسكو" أو ما شابه يستضيف أشخاصاً يتحدثون عن موقفهم من روسيا ومقاربتها للأحداث في المنطقة والعالم.
تصاعد إهتمام روسيا بالشرق الأوسط، وبين أسباب أخرى، يأتي في سياق إنعطافة روسيا نحو الشرق، والتي يتوقع خبراء روس بأنها ستنجز خلال خمس سنوات. فقد نقلت نوفوستي عن بوتين في إفتتاح اللقاء السنوي لنادي "فالداي" للحوار الدولي في 5 الجاري تصريحه بأن روسيا تنسحب "إلى حد كبير" من السوق الأوروبية "المتراجعة"، وتعمل على زيادة حضورها في الأسواق النامية في مناطق أخرى من العالم، بما في ذلك آسيا.
موقع وكالة الأتباء الروسية الإقتصادية 1prime نشر في 17 حزيران/يونيو المنصرم نصاً بمناسبة إنعقاد منتدى بطرسبورغ الإقتصادي، تحدث فيه عن مخاطر إنعطافة روسيا نحو الشرق. عدد الموقع الفروقات بين بلدان الشرق التي جعلت خبراء يستبدلون مصطلح الشرق بمصطلح "الجنوب الجماعي" الذي يشمل أيضا أميركا اللاتينية.
ينقل الموقع عن عميد كلية "مدرسة الأبخاث السياسية" في معهد الدراسات الإجتماعية التابع للرئاسة الروسية Sergey Demidenko قوله بأن مساعي روسيا لتطوير العلاقات الإقتصادية مع بلدان الشرق الأوسط تصطدم بهشاشة إقتصاديات هذه البلدان، مما يجعلها عرضة للضغوط الغربية لإفشال هذه المساعي. أما بالنسبة إلى الصين، فإن اقتصادها ضخم ولا تعتريه هشاشة، لكنه متنناغم إلى حد كبير مع الإقتصاد الأميركي من حيث تداخل الإستثمارات والتكنولوجيات، "وليس مفهوماً من يعتمد على الآخر: واشنطن على بكين أم العكس". وبالتالي يجزم العميد بوجود ضغوط "هناك" على الشركاء الروس، بل "ستتصاعد". ويرى بأن الصين والهند تتوفر لديهما الإمكانيات لمجابهة ضغوطات الغرب، وهو ما لايمكن قوله بالنسبة للشرق الأوسط. فمهما علت أصوات بلدان هذه المنطقة بتهديد الغرب بالإنعطاف نحو الصين وروسيا، إلا أن تقلبات الأوضاع الإقتصادية والسياسية، يجعلها في اللحظة الحاسمة تنعطف نحو الولايات المتحدة وتدير ظهرها لروسيا.
إهتمام روسيا المتزايد بالإنعطاف نحو الشرق يترافق في الفترة الأخيرة مع التصعيد في المواجهة مع الغرب، والذي جددت فيه روسيا تلويحها بالسلاح النووي. فقد نقل موقع الخدمة الروسية في "الحرة" الأميركية في 6 الجاري عن رئيس مجلس النواب الروسي (الدوما) فيتشيسلاف فالودين تصريحه بأن المجلس سوف يبحث في جلسة قريبة مسألة سحب التصديق الروسي على معاهدة حظر التجارب النووية، وعلل ذلك ب"الإستجابة للمصالح القومية" الروسية.
وسبق التهديد بسحب التصديق على المعاهدة تصريح لرئيس تحرير RT مارغريتا سيمونيان إقترحت فيه بأن تفجر روسيا في "مكان ما" فوق سيبيريا قنبلة هيدروجينية "ضد الغرب". وعلق على اقتراحها المدون الذي ينشر بإسم "المريد" في نص على موقع Kasparov المعارض في 4 الجاري عنونه بالقول "وهل لديها إفادة بعجزها؟". قال المدون بأن إقتراح سيمونيان بارتكاب "هولوكوست صغير" بواسطة تفجير نووي فضائي في "مكان ما" في سيبيريا يشير بوضوح تام للرصيد الفكري والأخلاقي للنخبة الروسية وخدمها. وبعد أن يفند بأربع نقاط ما يفترض موقع سيمونيان أن تكون مطلعة عليه، يقول بأن تفجير قنبلة "في مكان ما فوق" سيبيريا، يفجر نصف بنية الطاقة التحتية في روسيا من دون أن يمس البنية التحتية المعادية. والمرجح في هذه الحالة أن يكافيء الأعداء سيمونيان على خدماتها لهم. ويذكّر بالتفجيرات في المدن الروسية التي قامت بها الأجهزة الروسية لتمهيد طريق السلطة أمام بوتين، وبكل ما يرتكبه النظام في "وطننا"، ويقول بأن كل هذا يبدو لا شيئأ بالمقارنة مع "العمل الإرهابي" الذي تقترحه سيمونيان.
وعلى تقليد الموقع وكتابه في لغتهم اللاذعة بالحديث عن نظام بوتين وسلوكه، يقول بأن الأمر الوحيد الذي يمكن أن يغفر لسيمونيان ــــ إفادة بعجزها عن تحمل مسؤولية ما تقوله وما تأتيه. وإذا ما كانت مثل هذه الإفادة موجودة في الواقع يبرز السؤال: ولماذا ما زالت سيمونيان في موقعها، مع العلم أن السلطة الروسية كلها عبارة عن جناح كبير في مصح للأمراض العقلية.
يشير الموقع إلى تقليد المهندسين الذي يقتضي بوقوف المهندس المشرف على بناء جسر ما بالوقوف تحته لدى إطلاقه. ويتساءل ما إن كان من العدالة وضع سيمونيان في مكان ما بقرب المكان الذي تقترحه للتفجير النووي.
ويختتم نص مدونته بالقول: يخافون على حياتهم لدرجة استعدادهم لقتل الجميع من حولهم!



وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top