ستبدأ اليابان، اليوم الخميس، في إطلاق الدفعة الثانية من المياه المشعة إلى المحيط من محطة فوكوشيما للطاقة النووية المحطمة.
وبدأت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية، مشغّلة المحطة، في تصريف بعض من 1.34 مليون طن من مياه الصرف الصحي المعالجة في آب، على الرغم من الاحتجاجات في الداخل وفي المنطقة. وحظرت الصين جميع المأكولات البحرية من اليابان بسبب مخاوف من التلوث الإشعاعي.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن مياه الصرف الصحي المعالجة سيكون لها تأثير إشعاعي ضئيل على الناس والبيئة.
وصف خبير الطاقة النووية أليكسي أنبيلوغوف، ما تقوم به اليابان من تفريغ لمياه محطة فوكوشيما في المحيط بـ”أخطر تجربة في تلوث المحيطات”. وأضاف:
تجري اليابان أكبر تجربة لتلويث المحيط عمدا في تاريخ البشرية. قبل ذلك، كانت البحار تتعرض للإشعاع إما أثناء التجارب النووية أو بفعل كوارث التي من صنع الإنسان.
تابع الخبير، قائلا: “من المهم أن نفهم أن جزيئات التريتيوم الصغيرة ستظل موجودة في السائل المنقى من محطة الطاقة النووية. ومن الناحية النظرية، عند خلطها بمياه المحيط، ينبغي تقليل خطر التلوث الإشعاعي إلى الصفر. ومع ذلك، لا يمكننا أن نقول على وجه اليقين إن العنصر الجديد لن يكون له تأثير على النظم البيئية البحرية”.
وأشار إلى أن الأحياء البحرية الموجودة لن تتكيف مع التغيرات البيولوجية، كما وأن تأثيرها على أجسادها غير معروف في الوقت الحالي، الأمر الذي يضع سلامة تناول هذه الأحياء محل شك.
وحول تصريحات جيران اليابان، كالصين وكوريا الجنوبية وروسيا وإعلانهم عن قلقهم من هذه الخطوة، قال الخبير: “في رأيي، فإن ادعاءات موسكو وبكين وسيول ضد طوكيو لها ما يبررها تماما. لا توجد خلفية سياسية هنا، لأننا نتحدث عن بيئة منطقة آسيا والمحيط الهادئ بأكملها. نتيجة لقرار مثير للجدل يهدف إلى تحقيق مكاسب قصيرة المدى، قد يعاني الناس العاديون منها”.
حذر الخبير العسكري والعضو السابق في لجنة الأمم المتحدة المعنية بالأسلحة البيولوجية والكيميائية إيغور نيكولين، من خطوة اليابان التي ستكون لها عواقب سلبية على العالم أجمع. وقال:
سيعاني الجميع في هذه الحالة. المحيط الهادئ ملوث للغاية بالفعل. بادئ ذي بدء، يقع اللوم على الأميركيين، الذين أجروا العديد من التجارب النووية هناك، والآن سيلقي الجميع باللوم على فوكوشيما. فالمليون ونصف المليون طن من المياه المشعة ليست لعبة.
وأوضح أن سبب هذه العملية هو أن اليابان ليس لديها مكان آخر لتفريغ النفايات النووية المشعة والأسلحة الكيميائية، لأن جميع مرافق التخزين ممتلئة، مشيرا إلى أن جنوب شرق آسيا والنظام البيئي للمحيط الهادئ بأكمله سيعاني بشكل خاص من هذه الإجراءات.