يتعمّق الفراغ السياسي والدستوري في لبنان، ولا يُملأ إلا بتصريحات التحدي والمواجهة من دون تقديم البديل، في ظل موازين قوى في مجلس النواب لا تسمح لأي من الفريقين بفرض مرشحه. وفي ظل هذا الواقت تستمر المبادرة القطرية مع الضبابية التي تلفها، بموازاة أجواء تؤكد ابتعاد حظوظ كل من سليمان فرنجية وجوزف عون عن الرئاسة، وتقدم فرص الخيار الثالث كحل واقعي وحيد للأزمة.
وفي المواقف والتطورات السياسية، وبعد إقدام حزب القوات اللبنانية على فصل النائب الزحلي السابق في كتلة "القوات" شانت جنجنيان على خلفية مشاركته في فطور النائب السابق سيزار المعلوف لرئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، واصل سمير جعجع هجومه على "التيار"، مخصصاً القسم الأكبر من مقابلة صحافية للحديث عن "التيار" ورئيسه، معتبراً أنهم "ليسوا مهووسين بباسيل". ولم ينس جعجع تبرير موقفه المتساهل إزاء النزوح بقوله إن الأمور تغيرت عن "الموجة الأولى من النزوح" على إثر اندلاع الصراع في سوريا.
وفي المقابل، وفي وقت تبقى معضلة النزوح السوري على رأس الأولويات اللبنانية، ترتفع الصرخات في كل المناطق مع الإحساس بجسامة الخطر الوجودي الذي يضرب أمن اللبنانيين واقتصادهم وهويتهم. ومع استمرار الوقاحة الدولية والأوروبية في التعبير عن التمسك بإبقاء النازحين في لبنان، يتوجه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل إلى البرلمان الأوروبي في 17 من الشهر الجاري لشرح معاناة لبنان تفصيلياً من النزوح، مع طرح البدائل.