عدا الرسائل السياسية الواضحة، فإن جولات رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل تشكل ظاهرة في حد ذاتها، نظراً لما تعبّر عنه من ديناميكية وحركة متواصلة في اتجاه التلاقي مع القاعدة الشعبية، ومن انفتاح في الزيارات على كل شرائح المجتمع، فلا يقتصر الإهتمام على المركز في العاصمة وجبل لبنان بل تشمل كل لبنان من عكار إلى الجنوب فالبقاع.
وقد شكلت زيارتا باسيل البقاعيتان من زحلة إلى بعلبك – الهرمل، مناسبةً للتشديد على جوهر القضايا الوطنية التي يرفعها "التيار"، وفي طليعتها كيفية مواجهة خطر النزوح السوري. وقد رفع باسيل السقف في تسليط الضوء على تقاعس المسؤولين الأمنيين في إقفال الحدود والتعاطي مع التهريب، مذكراً بأن هذا السلوك يصب في صالح الطموحات الرئاسية الشخصية. كذلك وجه الرسائل العالية السقف تجاه الدول التي تعمل على التوطين، مفنداً هشاشة تصريح الخارجية الأميركية عن دعم لبنان في مقابل المنح والمساعدات، كاشفاً أن "اموال للنازحين وللمنظمات مش للبنانيين"، ومشدداً على أن "مال العالم كلّه لا بساوي ثمن لبنان!"
وبعد عشاء "التيار" في زحلة أمس الذي لفت فيه الحضور السياسي والديني الزحلي وأكد فيه باسيل محورية المدينة اقتصادياً وأمنياً مهاجماً بوضوح التراخي في ملف النزوح، ميَّز اليوم في غداء هيئة قضاء بعلبك في "التيار" بين تعلّق "التياريين" بمؤسسة الجيش ومحبتهم لها، وبين الموقف من الأشخاص وسعيهم لرئاسة الجمهورية.
وفي موازاة ذلك لفت باسيل إلى الحرمان المزمن في بعلبك – الهرمل، فاتحاً أفق الحل من خلال اللامركزية التي تسمح لكل منطقة باستغلال مواردها الذاتية وتحقيق التنمية. وفي ملف الرئاسة جدد باسيل التحذير من وصول رئيس "ربي بكنف المنظومة"، داعياً إلى آخر مؤمن بالإصلاح البنيوي الذي من دونه لا قيامة للدولة، ورافضاً الحوار المعلّب الذي لا يوصل إلى نتيجة.
وقد كانت جولة باسيل البعلبكية اليوم حافلة بالأنشطة واللقاءات، من رأس بعلبك وجديدة الفاكهة إلى القاع حيث وضع إكليلاً على نصب شهداء البلدة، قبل أن يشارك في غداء هيئة القضاء، مصحوباً بالنائب سامر التوم والمسؤولين الحزبيين.
على خط آخر وفي المواقف، جدد "حزب الله" مواقفه الرئاسية واضعاً إياها في إطار المواجهة مع المحور المقابل، فقد رأى الشيخ نبيل قاووق أن "جماعة التحدي والمواجهة أفشلوا كل هذه المبادرات لأحقاد دفينة ورهانات خاسرة، لأنه لديهم مشروع المواجهة، فلا يريدون لا الحل ولا التوافق ولا التفاهم".
وفي الأحداث الإقليمية، سجل اليوم هجوم انتحاري على مدخل وزارة الداخلية التركية في أنقرة، ما دفع بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى التلويح مجدداً بضرب من وصفهم ب"الإرهابيين" في عقر دارهم.