هي زحلة التي تمنحُ الأبعاد السياسية المتعددة لزيارتها، بموقعها وتركيبتها الفسيفسائية وديناميكية أبنائها، وهو التيار السياسي الذي يعطي القوة والدعم لعروس البقاع، بعدما وقف إلى جانب تكريس تمثيلها السياسي منذ العام 2005 وحماها من التغييب والإقصاء، وهو التيار السياسي الذي يعبّر عن المخاطر الوجودية التي تتهددها وكل لبنان من رفعِه الصوت مع الرئيس العماد ميشال عون في وجه مخاطر النزوح السوري، كما أنه في المقابل يقدم مع الوزير جبران باسيل كل ما بوسعه لفتح طريق المستقبل أمامها من خلال اللامركزية والسعي لإعادة تشغيل مطار رياق وتحقيق النهضة الإنمائية بكلِّ جوانبها وأبعادها.
هذه الأبعاد حضرت جميعها في الجولة المتنوعة لرئيس "التيار" في زحلة اليوم. ففي البعد السياسي استقبال على الفطور لدى النائب السابق سيزار المعلوف من مكسه على مدخل القضاء، إلى جانب تعزيز التواصل مع العائلات الزحلية الفاعلة سياسياً مع رئيسة الكتلة الشعبية مريام سكاف وآل فتوش، وصولاً إلى الإجتماع الهام مع أساقفة زحلة في مطرانية الكاثوليك في "سيدة النجاة"، حيث حضرت المخاطر الوجودية من التشديد على مواجهة خطر النزوح السوري على جميع اللبنانيين، إلى التذكير بالموقف المبدئي من رئاسة الجمهورية وضرورة حمل الرئيس المقبل البرنامج الموعود بالإصلاح، وصولاً إلى التشديد على موقع زحلة والكاثوليك فيها في المعادلة السياسية والوطنية. وختام المواقف سيكون في الكلمة المدوية لباسيل في عشاء هيئة قضاء زحلة في "التيار" ليل اليوم السبت، بمشاركة الرئيس عون.
وفي الإقتصاد والإنماء، تشديد على إيجابيات اللامركزية في منح كل منطقة قدرة الإستفادة من مواردها الذاتية، مع الفوائد التي سيحققها جميع اللبنانيين في مناطقهم، وذلك في حوار مع الهيئات الإقتصادية الزراعية والصناعية والتجارية في زحلة، من تنظيم غرفة التجارة والصناعة فيها. وقد شملَ الحوار قضايا النهوض بمنطقة زحلة والبقاع والإستفادة من القدرات المتوفرة، وأكد خلاله باسيل ضرورة إعادة النظر بالقطاع العام في ظل الإدارة السياسية السيئة له، وموضحاً جوانب متعددة من الصندوق الإئتماني الذي يحفظ أملاك الدولة ويشرك القطاع الخاص في إدارتها. ومن المقرر أن يزور باسيل غداً القاع في البقاع الشمالي حيث يشارك في سلسلة أنشطة في المنطقة وفي غداء هيئة قضاء بعلبك في "التيار".
على خط آخر انضم وزير الداخلية باسم المولوي إلى المحذرين من خطر النزوح، مشدداً على أنه يهدد بتغيير ديموغرافية لبنان وهويته.