إتخذت إنتخابات المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في طرابلس والشمال منحى تصعيديا بعد تشكيل لائحة “الثقة والإنماء” التي إعتبرها عدد من المرشحين بأنها نتاج توافق سياسي ديني يهدف الى تعليب نتائج هذا الاستحقاق وإنهائه قبل أن يبدأ وتجييره لمجموعة من المحظيين.
وفي الوقت الذي كان فيه أعضاء اللائحة يقومون بجولات على قيادات سياسية وعلى أعضاء من الهيئة الناخبة، كانت سلسلة بيانات تصدر عن مرشحين تستهجن تشكيل اللائحة على أسس المحاصصة وترفض منطق الوصاية على المؤسسة الدينية، وتؤكد استمرارها في خوض هذه المعركة رافعة بذلك منسوب التحدي في استحقاق كان حتى الأمس القريب يسير بهدوء تام، ومحملة المسؤولية للهيئة الناخبة، داعية إياها الى أن تحكّم ضميرها في صندوقة الاقتراع.
وكان كثير من المرشحين يتطلعون الى إبعاد التدخلات السياسية عن هذه الانتخابات وأن تترك حرية الإختيار للهيئة الناخبة لممارسة دورها من دون ضغوطات أو توجيهات، إلا أن ذلك لم يحصل، خصوصا بعد توافق فاعليات الضنية والمنية على ثلاثة مرشحين هم: الشيخ أمير رعد، وأسامة طراد والشيخ فايز سيف، الدين إنضم اليهم الدكتور بلال بركة وهو على مسافة واحدة من جميع الأطراف والدكتور أحمد الأمين (المقرب من تيار الكرامة) في لائحة خماسية غير مكتملة.
ولم يلق هذا التحالف أي إعتراض بإعتبار أن للضنية والمنية خصوصية بعد إتهامات لأعضاء الهيئة الناخبة فيهما بأنهم قد يصوتون لمرشحيهم فقط، فكان الخيار بالتوافق على المرشحين الثلاثة ودعوة المرشحين الباقين للانسحاب فاستجاب المرشح رياض عثمان ورفض المرشح محمد الزاهد طالب الذي أكد أنه مستمر في ترشيحه، وأيضا لأن اللائحة كانت غير مكتملة وبالتالي يمكن للهيئة الناخبة ان تضيف إليها إسمين أو أكثر في حال أرادت شطب أحد الأسماء منها ما يعطي المرشحين المستقلين والمنفردين حظوظا بالفوز.
إلا أن إقفال اللائحة بإضافة مرشحيّن إليها هما: الدكتور منذر حمزة ووسيم شيخ العرب قد أثار حالة غضب لدى سائر المرشحين.
وتشير المعلومات الى أن اجتماعات عدة عقدت بين عدد من المرشحين بهدف تشكيل لائحة مقابلة، لكنها لم تفض الى نتيجة إيجابية، ومن المفترض أن تستمر هذه الاجتماعات طيلة اليوم وحتى صباح الأحد قبل فتح صناديق الاقتراع لدراسة كيفية مواجهة لائحة الثقة والانماء، حيث قد يتجه البعض الى توافق ثنائي أو ثلاثي، أو الى تحالف من تحت الطاولة بالتزامن مع اتصالات مكثفة تجري بين مرشحين وبين أعضاء من الهيئة الناخبة لحثهم على مواجهة الضغوطات وعلى عدم الالتزام باللائحة لتحقيق خرق أو أكثر في اللائحة التي تؤكد مصادرها أن “تشكيلها بعيد عن التعليب وعن الضغوطات وهو يهدف الى إنتاج فريق عمل منسجم ومتجانس يستطيع القيام بالمهام المنوطة به”..