وفي وقت انهمك السياسيون بتوجيه التهانئ لمعلوف على انتخابه أميناً عاماً للأكاديمية الفرنسية مدى الحياة، كان الرئيس ميشال عون يعرب عن فخره بهذا الإنجاز الذي أكَّد أنه يجسد "غنى التنوع الثقافي في لبنان". لكن الأهم في معاني هذا الإنجاز هو إعادة تسليط الضوء على إنجاز عون الأساسي في العمل على مشروع "أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار"، كتعبير عن رسالة لبنان في التلاقي بين حضارات وثقافات مختلفة، وتأكيد احترام هذا التنوع وحرية الآخر.
رئاسياً، يدخل لبنان إلى موجة جديدة من التجاذب الرئاسي، في ظل ضبابية مصير التحرك الفرنسي الذي نال جرعة أوكسيجين بعد اجتماع الرياض بين وزير الخارجية السعودية ولودريان، في موازاة استمرار التحرك القطري. على أن هذه الضغوطات والتنافس الداخلي في اللجنة الخماسية على أدوار الوساطة بين باريس والدوحة، محكومة بالتدخل الأميركي الواضح حين تدقّ ساعة القرار. وفي ظل هذا الواقع، يعود حزب الله إلى التشدد بالتمسك بمرشحه سليمان فرنجية، من دون أن يكون لديه القدرة على طرح مخارج للأزمة، في ظل التمسك بالسياسة "الإنتظارية"، التي تشمل غالبية القوى اللبنانية. على أن الأكيد أن أيّ حل لن يبصر النور من دون موافقة القوة المتمسكة بالقرار الذاتي اللبناني، وبأولوية المصلحة اللبنانية في مطالب الإصلاح وبناء نموذج مالي واقتصادي جديد، والتي يجسدها التيار الوطني الحر.
على الخط الإقتصادي والمالي جدَّد حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري موقفه بعدم المس بالإحتياطي، مشدداً على ضرورة مبادرة الدولة إلى إجراءات إصلاحية عاجلة. وأكد منصوري في حوار مع نقابة المحررين أن هناك قراراً جريئاً يجب اتخاذه لسدّ الفجوة المالية، مشدداً على إعادة هيكلة المصارف وداعياً "للذهاب إلى جلسة مشتركة في مجلس النواب، تضم الحكومة والمجلس المركزي للنظر بالقوانين المطروحة من خلال إطار قانوني سليم للرد على كل أسئلة المودعين".