سلّم الجميع في لبنان بريادة التحرك القطري حتى الساعة بقيادة المسار الحواري وطرح أفكار الحلول للأزمة الرئاسية. كلٌ على موقفه، لكن في الوقت نفسه ترقبٌ لبناني في الأوساط السياسية كافة لتطور الإقتراحات القطرية، خاصةً مع ما يمكن أن تحمله من تجاوز للآليات التوافقية والأسماء الرئاسية إلى فتح نوافذ لتطوير الطائف أو أقله تطبيق بعض البنود "المجمدة" منذ العام 1990.
ومن أولى ثمار حراك الموفد القطري إبعاد حوار رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى المقعد الخلفي، وتسليمه هو شخصياً بهذه النتيجة. ذلك أنّه في حضور الدور القطري باتت صورة حوار رئيس المجلس باهتتة، خاصة وأنها ولِدت مشوّهة مع إصراره على الآليات والصورة نفسها للحوارات السابقة، والتي نُظر إليها لدى التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وأفرقاء آخرين أنها فاشلة مسبقاً ولا داعي لإحياء "العظام وهي رميم"!
في هذا الوقت أبرز لقاء وفد من تكتل "لبنان القوي" برئاسة الوزير جبران باسيل المفتي دريان لمناسبة عيد المولد النبوي، تقاطعاً على مستويات متعددة من صيغة الحوار إلى التوافق حول مخاطر النزوح السوري، وصولاً إلى توضيح أبعاد اللامركزية والصندوق الإئتماني ودورهما في عملية التنمية المناطقية المتوازنة. وقد شدد باسيل على أهمية الشراكة المتوازنة والتفاهم اللبناني الشامل في انتخاب رئيس الجمهورية، وهذا ما كان اتفاق تام عليه مع المفتي دريان الذي أشار إلى أنه لا يمكن انتخاب رئيس ل65 صوتاً فحسب بل يحتاج ذلك إلى قاعدة واسعة والأهم برنامج الإصلاح المطلوب.
وأكد باسيل بعد الإجتماع أنَّ اتفاق الطائف سيبقى الضامن للشراكة الاسلامية- المسيحية وأنه لا مكان أبداً للطروحات التي تمزّق الوطن وتفرِّق اللبنانيين، معيداً التذكير بمسؤوليات القوى الأمنية في ضبط الحدود والنزوح السوري، كما يحصل في التشدد في حفظ الحدود البحرية.
على خط مواز، دعا المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان المسؤولين اللبنانيين إلى إيجاد "خيار ثالث" لحلّ أزمة الرئاسة، ولفت في تصريح له الى ان "الدول الخمس المعنيّة بملف لبنان تتساءل عن جدوى مواصلة دعمها المالي. إلى ذلك هاجم رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع الحوار الذي يطرحه بري ورأى في تصريح له أنه "ليس بحوار طبعًا بل إمعانًا في مزيد من إضاعة الوقت واستمرار الشغور الرئاسي"، طالباً من رئيس المجلس العدول عن مبادرته.
كذلك لفت لقاء اليوم بين المرشحين المطروحين في التحرك القطري وهما العماد جوزف عون واللواء البيسري، والذي أُعلن أنه يأتي للتنسيق في مسألة النزوح.