بعيداً عن الإعلام، تشق الوساطة القطرية طريقها هادفة الى حل الأزمة اللبنانية وانتخاب رئيس للجمهورية. وحتى الساعة لم يرشح شيء عن اللقاءات التي يجريها الموفد القطري مع رؤساء الكتل النيابية لأنه بخلاف الموفد الفرنسي يحيط اتصالاته ولقاءاته مع القوى السياسية بسريّة تامة.
لكن بدا واضحاً، بحسب ما أفادت به مصادر سياسية متابعة، في اتصال مع “الأنباء” الالكترونية، أن المعطيات الأولية التي يمكن التوقف عندها، تفيد بتحوّل جديد في مسار المحادثات القائمة. ما يؤشر الى إمكانية فتح كوة في جدار الأزمة الرئاسية بعد قرابة السنة من حال المراوحة والتعطيل.
المصادر لمست في مواقف فريق الممانعة ليونة ظاهرة لم تكن موجودة في لقاءاتهم مع الموفد الفرنسي جان ايف لودريان وهذا يشي بأن شيئاً ما قد تغيّر ربما يصب في الاتجاه الايجابي.
المصادر توقّعت أن يرجئ رئيس مجلس النواب نبيه بري مبادرته الحوارية الى أجل غير محدد، وذلك إفساحاً في المجال للمبادرة القطرية التي تلقى تجاوباً من معظم الأطراف السياسية لأن الغاية من الحوار هي التوافق، وما يقوم به الموفد القطري في التشاور مع رؤساء الكتل النيابية يصب في نفس الخانة التي يريدها بري.
من جهته، أشار عضو تكتل “لبنان القوي” النائب إدغار طرابلسي في معرض تعليقه على المساعي القطرية، في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية، الى رياح جديدة ونفَس جديد وصفحة جديدة، لافتاً الى استمرارية التواصل بين تكتل لبنان القوي والموفد القطري وهي إشارة الى تبدّل الرياح ضمن اللجنة الخماسية من خلال توالي الأدوار.
ونفى طرابلسي علمه بأسماء جديدة يحملها معه الموفد القطري، لكن من الضروري أن يكون بحوزته أسماء جديدة قابلة للنقاش من أجل التوافق على بعضها في حال استمرت الأمور ضمن المنحى الايجابي.
فإذا صحّت الأجواء الايجابية ستكون كوّة قد فُتحت في جدار الازمة اللبنانية، الأمر الذي سيفتح الباب حكماً أمام التسوية التي سيكون الرهان كبير عليها لنقل لبنان من بلد متعثّر الى مرحلة النهوض.