أسئلةٌ كثيرة أثارتها مشاركة رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل في احتفال اليوم الوطني الذي نظمته السفارة السعودية في وسط بيروت، خاصةً أنها تأتي في ظرف سياسي تتصاعد فيه حدة الأزمة الرئاسية، وكذلك تزاحُم مشاريع الوساطات والمبادرات، ولا سيما الخليجية بعد ترنّح الدور الفرنسي في الحل الرئاسي.
ويكمُن تصاعد الأسئلة في الآفاق التي يمكن أن تفتحها هذه المشاركة، خاصة وأنّها تأتي في سياق طبيعي من تحسن الأجواء بين السفارة في لبنان و"التيار الوطني" والذي برز خاصة في ظل حوارات غير رسمية ارتدت الطابع الشبابي.
وتتوازى هذه المشاركة مع انفراج في العلاقات بين حزب الله والمملكة العربية السعودية على خلفية تقدم الحوار في اليمن، والذي تُرجم بحسب المعلومات بإطلاق أحد الموقوفين المحسوبين على حزب الله قبل فترة وجيزة. لكن يبقى في خلفية مقاربة التيار الوطني الحر للعلاقات مع القوى العربية والدولية ثابتة الإنفتاح لما هو مصلحة لبنان الذاتية والمصالح المشتركة. لكن الأهم في استشراف العلاقة "التياريّة" مع الرياض في أن "التيار" يبقى الحزب الوحيد الذي يطرح برنامجاً إصلاحياً وخارطة طريق للإنقاذ كبرنامج للولاية الرئاسية الجديدة، ما يشكل أرضية مشتركة متينة بينه وبين مقاربة السعودية للحل اللبناني، بعدما تغيرت سياستها مع لبنان والدول العربية من توزيع "حاتميّ" للمساعدات، إلى سلوك مختلف يشترط إصلاحات جذرية مالياً واقتصادياً وتغيير الأداء السابق، وخاصة في الوضع اللبناني