دمشق - هدى العبود
أكد المخرج كفاح الخوص لـ «الأنباء» أن مضمون وفكرة مسرحية «في رواية أخرى» للكاتبة لوتس مسعود، تتحدث عن فرضية لو كانت هناك رواية أخرى لكل ما يجري من تفاصيل وقرارات وخيارات في الحياة عبر شخوص تتصارع من أجل تحقيق أهدافها، وجاءت هذه المسرحية بالتعاون مع الكاتبة الشابة لوتس مسعود وهي كاتبة مجتهدة ومبدعة ولديها ذهنية مفتوحة ومرنة، والتجربة معها ممتعة ومفيدة جدا، وكان من الضروري لكي أتحدث عن هذا الجيل أن أعمل على نص لكاتبة من الجيل نفسه، لأنها عاشت تفاصيل حياتهم.
وردا على سؤال يتعلق بالوضع المسرحي في سورية، قال الخوص: الوضع الحالي للمسرح السوري من وجهة نظري صعب ويعاني من نقص التمويل والكتاب في الوقت نفسه، كما ان المردود المادي للفنانين الذين يعملون في المسرح قليل جدا، وكذلك هناك نقص في كتاب المسرح والسبب مادي بحت، وعلى الرغم من ذلك فإن المسرحيين في سورية اليوم مع القائمين على إدارة المسارح يعملون بكامل قوتهم ضمن الظروف المتاحة لتقديم الأفضل، وهذه المحاولات برأيي هي جديرة بالتقدير والاحترام، وحاليا نحن نقوم بعرض المسرحية على مسرح الحمراء في دمشق، وأبطالها هم كل من الممثلين أمانة والي، وئام الخوص، مغيث صقر، مرح حجاز، نوار سعد الدين، علي إسماعيل، خوشناف ظاظا، ومحور المسرحية يدور حول الهزائم والخيبات.
بدورها، قالت كاتبة رواية «في رواية أخرى» لوتس مسعود للإعلام: فكرة المسرحية تتحدث عن الهزائم والخيبات المتتالية التي نعايشها جميعنا اليوم ونشترك بها، فإن لم نستطع المحاولة في الانتصار على هذه الخيبات والهزائم، ولم نستطع أن نحقق أي شيء يعوضنا عن هذه الخسائر، حيث أصبحنا اليوم نركض خلف أساسيات الحياة التي لم نكن نتخيل أننا سوف نجري خلفها لكي نحققها، لذلك غرقنا في كم هائل من الخسارات في الكثير من المجالات والأصعدة، وهنا يبقى السؤال لو كان ظرفنا مختلفا، ولو حاولنا أكثر هل كنا تغلبنا على هذه الخسارات والهزائم لمسير آخر؟ وهذا السؤال هو الذي سوف نشاهده بمسرحية «في رواية أخرى».
وتابعت: أنا أحب جدا الطريقة التي يعمل بها المخرج كفاح الخوص، وتحديدا في الجانب الذي يتعلق بالمسرح، وعندما قررت أن يتم العمل على النص المسرحي الذي كتبته وتقديمه خلال هذه الفترة، بدأت برحلة البحث عن المخرجين الذين أحب أن يوجد تعاون بيني وبينهم في الجانب المسرحي، وكان حقا الأستاذ كفاح الذي كان لدي رغبة في التعاون معه ومشاركته التجربة، فهو شخص خاص، والطريقة التي يعمل بها نتشارك فيها معا، وهذا الشيء تأكدت منه من خلال جلساتنا معا، وأتمنى أن يكون هذا التعاون نتائجه مثمرة، فانا شغوفة بالمسرح، نظرا لخصوصيته، ولا يشبه أي مكان أو فن ثان، وهذه الخصوصية قائمة على رد الفعل المباشر الذي يحصل في المسرح، وتحديدا نحن اليوم نعيش في زمن غريب ونستيقظ على شيء يجعلنا نخاف أكثر مثل وجود الذكاء الاصطناعي الذي يفقد الإنسان خصوصيته ككائن حي.
وأردفت لوتس مسعود: برأيي، فإن المسرح ما زال يحافظ على خصوصية الإنسان والإحساس المباشر ورد الفعل والتلقي المباشر لهذا الإنسان، وهذا الشيء يعني لي كثيرا، نحن اليوم حقا غارقون بمواقع التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي، لكن المسرح هو نوع من الهروب من هذا العالم الذي يجعلنا ننسى ماذا نملك كبشر، وهذا سبب رجوعي للمسرح، حتى لو قمت في يوم من الأيام بعمل درامي، إلا أنني سوف أعود للمسرح لأنه يذكرني بإنسانيتي، وأنا أكتب للممثلين المسرحيين الذين يظهرون على الخشبة وتكون كل حواس المشاهدين موجهة لهم، وهذا الاهتمام المركز على الإنسان فقط نحن بحاجته اليوم كثيرا ويجب أن نؤكد عليه دائما.
يذكر أن المخرج كفاح الخوص ممثل ومخرج وكاتب مسرحي سوري من مواليد الزبداني عام 1978، درس في المعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج عام 2001، ظهر لأول مرة في مسلسل «الزير سالم» عام 2000 بشخصية «مرة بن همام»، وشارك بعدها في عدة أعمال سورية وعربية، منها «عن الخوف والعزلة، ليس سرابا، وشاء الهوى، ربيع قرطبة» والقائمة تطول.