يمكث الملف الرئاسي في منطقة صعبة من التعقيد بعد انتقال الخلاف من لبناني داخلي إلى دولي داخل اللجنة الخماسية، ما عقَّد الأوضاع وأرجع المسار إلى الخلف، في انتظار خطوة نوعية ما تكسر الجدار.
وفي الظاهر لا مبادرة قابلة للحياة إلا التحرك القطري والذي منحته زَخماً مسبقاً إشارة أمير قطر اللافتة من على منبر الأمم المتحدة إلى الأزمات المستمرة في النظام اللبناني المصاب بتشوهات التعطّل والشلل.
كما تزداد أهمية التحرك القطري نظراً لتعثر الحوار اللبناني الذي فخّخه الرئيس نبيه بري بالصعوبات والأثقال وفتحه أمام كل الإحتمالات، في الوقت الذي سعى فيه إلى رفع المسؤولية عن نفسه بتسريب اتهامات للتيار الوطني الحر وغيره من رافضي هذا الحوار بصيغته الضبابية.
هذه الإتهامات استدعتْ رداً واضحاً من رئيس "التيار" الوزير جبران باسيل بتفنيد أضاليل اتهام "التيار" الذي لم يضع ثوابت برنامج الحوار وهدفه وحصر توقيته، إلا لإنجاحه في شكل عملي وتنفيذي، فلا يكون مجرد صورة ولتمرير الوقت. وقد شدّد باسيل مجدداً على حيادية إدارة الحوار والخروج من شكله التقليدي، رامياً كرة الرفض لدى من لا يقبل تأمين مقومات النجاح له.
وعلى خط مواز انتهت الجلسة الجديدة بين لجنتي "التيار" وحزب الله الى مزيد من التقدم في بحث جوانب اللامركزية وخاصة لجهة البحث في التقسيمات الإدارية والعلاقة بين الوحدات اللامركزية أي مجالس الأقضية والدولة المركزية، في انتظار مزيد من المشاورات والبحث في هذا الملف المتشعب.
إقليمياً لفتت مسارعة إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من على منبر الأمم المتحدة عما وصفه باقتراب توقيع اتفاق سلام بين إسرائيل والسعودية، مذكراً بمنافع الممر الهندي الأوروبي - الإسرائيلي عبر الخليج، وواعداً بالمنافع الإقتصادي والإزدهار.
على خط مقابل عقدت القمة بين الرئيسين الصيني شي جين بينغ والسوري بشار الأسد، وكان بعدها تأكيد من بينغ أن البلدين بصدد الإعلان عن إقامة علاقات شراكة استراتيجية بينهما.