أدّت الأزمة الاقتصادية إلى تداعيات كارثية تفرض نفسها على كل القطاعات، وطغى اليوم مشهد التسمّم الغذائي الذي يُشكّل ظاهرة مخيفة في مختلف المناطق اللبنانية.
القلق يلاحق المواطن أينما حل بسبب وجود أطعمة ومأكولات غير صالحة أو غير مطابقة للمواصفات تُباع في السوق اللبناني لاسيما بعدما أغلقت وزارة الصحة عدة محال تجارية ومطاعم لا تستوفي أدنى معايير السلامة الغذائية.
في حديث لـ″″ أكد المدير العام لوزارة الإقتصاد والتجارة محمد أبو حيدر أن عددا لا بئس به من التجار يستغلون الأزمات لتحقيق الأرباح وذلك على حساب صحة المواطن.
وأشار أبو حيدر إلى أنه “تم ضبط لحوم هندية تباع على أنها لحوم طازجة، وإن كانت مطابقة للمواصفات إلا أن هذا يعتبر غشاً ومخالفاً للقانون، لذلك قامت وزارة الاقتصاد بمداهمات عدة وبعمليات إقفال بانتظار أن تصحح هذه المعامل المعنية والمستودعات وضعها، ومن الممكن إعادة فتحها إذا تقيدت بالشروط المطلوبة، ليس فقط على صعيد اللحوم بل هناك أيضا أصناف من الألبان والأجبان تباع بأسعار رخصية ما يضع حولها علامات إستفهام.
وأضاف: “تم كشف بعض المعامل المنتجة للألبان والأجبان عمدت إلى استخدام النشاء في اللبنة بهدف زيادة وزنها بما أن الماء يتجمع في النشاء، وهذا ما يعتبر غشاً، وسيتم سحب هذه الأصناف من الأسواق بطبيعة الحال بعد صدور النتائج النهائية”، مشيرًا إلى أن “هناك أنواعاً تبين أنها تحتوي على الزيوت النباتية وتباع على أنها لبنة، ومن الممكن أن تسبب أمراضاً لكثيرين”.
بحسب أخصائية التغذية لينا أبي خطار فإن التسمم يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على الصحة، منها: الإسهال والحمى، أوجاع وتشنجات معوية، والإرتفاع في الحرارة.
وتوضح الأخصائية أبي خطار لـ “ ” كيف يمكن تجنب التسمم الغذائي بعدة طرق منها :
ـ الإبتعاد عن الأطعمة غير المطبوخة جيدًا أو النيئة.
ـ عند شراء أي منتج التأكد من صلاحية إنتهائه.
ـ عدم الشراء إلا من الأماكن الموثوقة والمطابقة للمواصفات.
ـ عدم ترك الأكل خارج البراد لفترات طويلة والخطوة الأهم هي غسل اليدين جيدًا بكل مراحل الأكل .
ضمائر غالبية التجار وأصحاب المحال والمطاعم باتت شبه معدومة، حيث أن همهم الوحيد هو كيفية كسب المال ولو على حساب صحة المواطن ولو أن الضمير موجود لكانت الرقابة الذاتية تكفي .