في ذكرى عيد الصليب، يبقى لبنان مصلوباً على خشبة الدولة الموقوفة عن العمل. هي أساساً دولة معطلة بفعل ثقافة السطو والنهب التي سادت بعد العام 1992، وزادها إيقافها عن ممارستها السيادة الكاملة على أرضها. فالسلاح غير اللبناني لا يزال يسرح ويمرح حين تشاء الدوائر والقوى الخارجية، ولا من قدرة على ضبطه أو تسليمه، أما في الملف المالي والإقتصادي، فالسيادة غائبة بفعل منع القضاء عن المحاسبة وإلحاقه بالمنظومة، وبفعل إصرار المنظومة المصرفية – السياسية على مارسة كل ألعاب الخفة والخداع في مسألة الودائع والإصلاح المالي الجذري حتى نهاياته.
فميدانياً، لا تزال جلجلة لبنان ومخيماته مستمرة، إذ لم يصمد اتفاق وقف النار إلا ساعاتٍ معدودة، ما لبث بعدها أن اشتعلت أحياء المخيم و"محاوره" باشتباكات عنيفة لم توفر كل أنواع الأسلحة، في ظل استمرار تضرر الصيداويين ممتلكاتٍ وأشخاصاً من الرصاص والقذائف. في هذا الوقت سجل تعزيز لانتشار الجيش على مداخل عين الحلوة، وزيارة للعماد جوزف عون إلى ثكنة محمد زغيب للإطلاع على آخر التطورات الميدانية.
وفي السياسة ومسار الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، التقى اليوم البطريرك الماروني بشارة الراعي من دون تصريح. وبات من الواضح أن زيارة لودريان تعلن رسمياً طي مرحلة بعناوينها كافة ومن أبرزها ترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، في ظل السعي للدخول في مرحلة مختلفة لا تزال ضبابية حتى الساعة.
ومواكبة للتحركات الرئاسية، تجمع المملكة العربية السعودية شمل النواب السُنة بعد ظهر اليوم برعاية السفير السعودي وليد البخاري، لإبلاغهم سلسلة من المواقف الواضحة تجاه الملف الرئاسي والمرحلة المقبلة. وعلى خطٍ مواز، سجل لقا لافت بين البخاري وسفير قطر الجديد لدى لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، كان تحرك اللجنة الخماسية رئاسياً الحاضر الأبرز فيه.
وإقليمياً، لا تزال مدينة درنة الليبية تلملم الضحايا في ظل أكبر كراثة تواجهها البلاد في تاريخها، مع استمرار تدفق المساعدات الإنسانية من الدول العربية والغربية.