تالين حجّار -
لمن يعيّر التيار بغياب الوزراء القريبين منه عن الجلسة الحكومية الفاقدة للشرعية كغيرها من الجلسات، كان عليهم أولاً الانصات للرئيس ميشال عون والنائب جبران باسيل منذ سنة ٢٠١١. لو فعلوا لما وصل لبنان إلى ما وصل إليه من أزمة وجودية وكيانية.
نعم، إنه نجيب ميقاتي الذي إعتمد سياسة الحدود المشرّعة أمام النزوح سنة ٢٠١١ ونأى بنفسه عن أكبر خطرٍ يهدّد لبنان.
إنه نجيب ميقاتي الذي شرّع الحدود لدخول عناصر مسلّحة تحت ستار ما كان يُسمّى بالمعارضة السورية بحجّة النأي بالنفس عن الأزمة السورية، وسمح بتحويل المناطق الحدودية اللبنانية إلى بؤرٍ للإرهاب لم يتخلّص لبنان منها سوى في العام ٢٠١٧ مع القرار الصارم لرئيس الجمهورية حينها ميشال عون باستقصال الإرهاب من الجرود.
نعم، هو نجيب ميقاتي الهارب من المسؤولية بكل المحطات المصيرية في لبنان. فهو الذي استقال سنة ٢٠١٣ هرباً من إقرار مراسيم التنقيب عن النفط والغاز وتسبّب بتفويت لبنان ٤ سنوات ذهبية من عمليات الاستكشاف. وهو الذي تهرّب من إقالة حاكم المصرف المركزي بذريعة أنه "بالحرب ما منغيَر الضباط" وتسبّب بهدر المزيد من أموال المودعين عبر تعاميم الحاكم.
هو نجيب ميقاتي الذي ألقى بمسؤولية الأزمة الاقتصادية على عاتق الشعب اللبناني بعبارته الشهيرة " بدنا نتحمّل بعض"! وهو الذي أجهض القوانين الإصلاحية بالتواطؤ مع أركان المنظومة.
لا لذوم لمزيد من الشرح والإطالة، فاللبنانيون يعرفون ميقاتي جيداً وبالأخصّ أبناء طرابلس، وهو لم يُكلّف نفسه يوماً الإلتفات إلى أحوالهم وشجونهم لا بل يشهد العديد منهم كيف دفعهم الى حرب المحاور ومن ثم تخلّى عنهم.
معابر التهريب معروفة بالاسماء وكذلك المهرّبين على عين الدولة ورئيس حكومتها وأجهزتها الأمنية.
المطلوب إجراءات صارمة وليس جلسات فولكلورية ونصوص إنشاء رتيبة. المطلوب قرارات على مستوى الأزمة وليس شعبوية الاتهام وسياسة ذرف دموع التماسيح. المطلوب خطوات عملية وليس مهزلة مذكورة في محضر جلسة مجلس الوزراء أمس، حيث إقترح وزير التربية تنظيم حملة إعلامية حول مخاطر النزوح شرط عدم إعادة اللاجئين السياسيين …
ذريعة مألوفة لعدم إتخاذ خطوات ملموسة بإتجاه إعادة اللاجئين تتماهى مع أجندة الدمج والتوطين التي تسعى إليها مفوضية اللاجئين بالتواطؤ مع المجتمع الدولي.
كفى كذباً وفجوراً، فالنصاب تأمّن بعض الظهر بسحر ساحر لمناقشة مشروع الموازنة المسخ، كما تأمّن في جلسات سابقة.
إنها ذريعة ساقطة لسيّد النأي عن لبنان وشعبه!