مفرح الشمري

بعد نهاية أنشطة الدورة الـ 30 لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي الذي أقيم في الفترة من 1 الى 8 الجاري برئاسة أ.د.سامح مهران، وجب علينا توجيه الشكر الى مصر والقائمين على هذا المهرجان للجهد المبذول من قبلهم لاستمرارية هذا المهرجان الذي انطلقت اولى دوراته عام 1988.

وقدم المهرجان على مدى 8 أيام 19 عرضا مسرحيا بينها عرض واحد خارج التنافس هو المصري «فريدا» حيث تنافس في المسابقة 8 عروض عربية، هي: الإماراتي «قائمة الخديج»، ومن تونس «الروبة» و«ما يراوش»، ومن البحرين «السيد والعبد»، و«صادق النمك» السعودية، و«فنتولين العودة» فلسطين، و«ملف 12» العراق، و«نوستالجيا» الجزائر، إلى جانب عرضين مصريين هما «الرجل الذي أكله الورق» لمحمد الحضري، و«من أجل الجنة إيكاروس» لأحمد الألفي.

كما شارك في المسابقة 8 عروض أجنبية هي «عطيل»/ جورجيا، «نيكي باديري» إنتاج مشترك الكونغو وزامبيا وبلجيكا، «أنتيجون» ليتوانيا، «بوكو فيسكي» أرمينيا، «الإلياذة» اليونان، «تابو» لمحمد ديبان إنتاج سورية وألمانيا، ومن إيطاليا «انقطاع النفس» لجورجيا سيري، ومن فرنسا «المراهقين».

خلال هذه الايام عاش ضيوف المهرجان حراكا مسرحيا جميلا من خلال العروض المذكورة اعلاه والتي ربما نالت اعجاب البعض ولم تنل اعجاب الآخرين، لأن هناك عروضا مسرحية لم تكن ترتقي لمستوى المشاركة بمهرجان من هذا الطراز، لمستواها الضعيف ورؤاها الاخراجية التقليدية نوعا ما، ولكن هذا يرجع لمعايير الاختيار التي كنت اتمنى ان تكون بحجم هذا المهرجان العريق وربما يكون السبب في عملية الاعلان عن الاسم الذي يترأس هذه الدورة، حيث صدر قرار وزيرة الثقافة المصرية د.نيفين الكيلاني باختيار د.سامح مهران في شهر مارس الماضي ومثل هذه المهرجانات الدولية يجب ان يكون الاعلان عمن يتولى اداراتها بوقت يسمح له ولفريقه باختيار الافضل للمشاركة، لذلك نتمنى من وزارة الثقافة المصرية الحاضنة لهذا المهرجان العريق ان تنتبه لهذه النقطة في الدورات المقبلة حتى يكون هناك متسع لرئيس المهرجان بمخاطبة الدول العربية والاجنبية حتى يتسنى للجنة المشاهدة اختيار الافضل من العروض خصوصا ان ميزانية المهرجان مرصودة من قبل وحتى يحافظ هذا المهرجان على بريقه وعشاقه.

في هذه الدورة كان هناك 6 جلسات فكرية تدور في فلك «التجريب» في الخليج والعراق والمغرب العربي والمهجر ومصر وكنت اتمنى ان تختصر في جلسة واحدة بدلا من اقامتها في أيام متعددة وان نستغل الايام في ايجاد جلسات فكرية توعوية للشباب العاشق للمسرح والذين هم يقودون المسرح في الوطن العربي لذلك هم بحاجة لتسليط الضوء عليهم حتى يتعرف ضيوف المهرجان على تجاربهم وما يعرفونه عن «مسرح التجريب»، وكنت اتمنى جلسات خاصة للمخرجين العرب الذين قدموا تجارب في مسرح التجريب بدلا من وجود كتاب للمسرح يمارسون الكتابة لأن مهمتهم تنتهي بتسليم ما يكتبونه للمخرجين الذين هم يخرجون ما كتبوه على خشبة المسرح من خلال رؤياهم المختلفة!

الدورة الـ 30 لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، افتقدت مسابقة نوادي المسرح التجريبي في محافظات جمهورية مصر العربية التي شارك فيها الدورة السابقة اكثر من 15 عرضا مسرحيا، بالإضافة الى افتقادها «السجادة الحمراء» لاستقبال الضيوف خصوصا في حفلي الافتتاح والختام، الامر الذي استغربه الجميع لان هذا الامر متعارف عليه في جميع دورات المهرجان وهو امر بروتوكولي يقام في كل المهرجانات سواء كانت محلية او دولية، كما افتقد ضيوف المهرجان نشرة المهرجان اليومية الورقية بعد تحويلها الكترونيا باستثناء العدد الاول والاخير الذي تم اصداره ورقيا على الرغم من الجهد المبذول من القائمين عليها خصوصا ان وجود النشرة اليومية من الامور المهمة عند ضيوف المهرجان لتصفحها لأن الاغلبية ليس من هواة النسخة الالكترونية!

أتمنى ان تكون الدورة المقبلة للمهرجان افضل من خلال اختيار العروض المسرحية الدولية في ظل الدعم الذي تقدمه وزارة الثقافة لهذا المهرجان، وأتمنى أيضا من الجهات الحكومية في مصر دعم هذا المهرجان ماديا ومعنويا لأنه من المهرجانات العريقة في المنطقة والعالم الذي يسعى الجميع للمشاركة فيه..

شكرا مصر، شكرا وزارة الثقافة،

والقادم أجمل بإذن الله.