يؤكد مصدر متابع للشؤون المحلية والدولية ل ان زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الثالثة لن تكون كسابقاتها وان الوضع اللبناني لم يعد يحتمل المزيد من التأجيل والمماطلة في ظل الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والامنية المتفاقمة وانه من دون التوصل لانتخاب رئيس للجمهورية يأخذ على عاتقه بالتعاون مع كافة الافرقاء في البلد وضع قطار الحل على سكته الصحيحة سنشهد المزيد من الانهيار وسندخل في نفق ربما لا يسعنا الخروج منه.

ويقول المصدر ان اليوم ناهيك عن الازمات المتفاقمة يحل الوضع الامني المستجد في مخيم عين الحلوة في سلم اولويات المعالجة لاسيما مع توسع المعارك التي باتت تهدد ليس فقط المخيم وناسه بل كل المناطق المحيطة به وتحديداً طريق الجنوب ما يدفع للتساؤل حول المستفيد من محاولة قطع هذا الطريق ومن احداث المخيم وهل سنشهد على احداث شبيهة بما جرى بمخيم البارد ومن اوعز بنصب الخيم، قبل ازالتها من قبل الجيش، خارج حدود المخيم بهذه السرعة وما الهدف منها؟.

ويضيف المصدر إن الموضوع الثاني المهم هو ايضاً تجدد تدفق النازحين السوريين الى لبنان عبر المعابر غير الشرعية ومن بينهم متشددين ومتطرفين يشكلون خطراً على لبنان ما دفع الى عقد جلسة لمجلس الوزراء لمناقشة هذه القضية التي تستدعي، اولاً بأول، التنسيق بين الاجهزة الامنية بالاضافة الى التنسيق مع الدولة السورية كي لا يفوق عدد النازحين السوريين عدد اللبنانيين المقيمين في بلدهم في ظل نزوح اخر يتمثل بهجرة الشباب اللبنانيين الى دول الاغتراب لتأمين مستقبلهم والعيش بكرامة.

اما ثالث الهموم فهو موضوع الحوار وتوقيته واهميته والنتائج التي ستسفر عنه وهل سيؤدي الى انتهاء الفراغ الرئاسي ام الى مزيد من الاصطفافات التي قد تأخذ البلد الى المجهول؟

في ظل هذه التطورات يصل لودريان اليوم الاثنين الى لبنان في زيارة مفصلية تأخذ اهميتها من اللقاءات الديبلوماسية التي سبقت وصوله اضافة الى اللقاءات التي سيعقدها فور ان تحط الطائرة في مطار بيروت في محاولة لفتح ثغرة تسمح بإمرار الملف الرئاسي باقل ضرر ممكن لاسيما ان الخاسر الاكبر من عدم انتخاب رئيس للجمهورية حتى الساعة هو البلد الذي لم يعد على قائمة العالم الثالث بل تخطى ذلك رازحا تحت سابع ارض وينتظر معجزة لانتشاله.

ماذا يحمل لو دريان لتكون زيارته الثالثة ثابتة؟ سؤال يؤكد المصدر ان الاجابة عليه رهن بتصرفات القوى الداخلية ونزولها عن عنجهيتها والتواضع بشعاراتها الاكبر منها للوصول الى قواسم مشتركة تسمح بانتخابات رئاسية تكرس مقولة لا غالب ولا مغلوب والاستفادة من زيارة لودريان لتحريك الملف الرئاسي الراكد لان الموفد الفرنسي لا يملك عصا سحرية ويحتاج الى وعي لبناني لأن تضييع الوقت خسارة لا يمكن تعويضها.