تسبّب الزلزال القوي الذي ضرب المغرب بمقتل أكثر من 1037 شخص حتى الآن وإصابة مئات آخرين وتدمير مبان ودفع سكانا بمدن كبرى إلى ترك منازلهم في أعنف زلزال تشهده البلاد منذ أكثر من 6 عقود.
بلغت قوة الزلزال 7 درجات على مقياس ريختر، وفق ما ذكره المركز الوطني للبحث العلمي والتقني ومقره الرباط، الذي أشار إلى أن مركزه يقع في إقليم الحوز جنوب غرب مدينة مراكش التي تعتبر مقصدا سياحيا كبيرا. في حين قال المعهد الوطني للجيوفيزياء بالمغرب، إن الزلزال وقع في منطقة إيغيل بجبال الأطلس الكبير بقوة 7.2 درجة.
وتقع منطقة إيغيل الجبلية التي تضم قرى زراعية صغيرة على بعد حوالي 70 كيلومترا جنوب غربي مراكش.
كيف تحدث الزلازل؟
في البداية يجب معرفة مما تتكون الأرض حتى نعرف كيفية حدوث الزلازل.
تتكون الأرض من 4 طبقات رئيسية هي اللب الداخلي واللب الخارجي والوشاح والقشرة. وتشكل القشرة والجزء العلوي من الوشاح طبقة رقيقة على سطح الكوكب. هذه الطبقة الرقيقة ليست قطعة واحدة، بل مكونة من عدة قطع مختلفة في الحجم والسمك تغطي سطح الأرض وتسمى الصفائح التكتونية.
تتحرك الصفائح التكتونية، ببطء باستمرار وتنزلق فوق بعضها البعض وتصطدم ببعضها البعض. في نهايات هذه الصفائح هناك العديد من الصدوع التي في بعض الأحيان تنفصل عن حواف الصفائح التكتونية مما يؤدي إلى حدوث الزلازل والهزات الأرضية حول العالم.
أما الموقع الموجود تحت سطح الأرض حيث يبدأ الزلزال، فيسمى بؤرة الزلزال، والموقع الموجود فوقه مباشرة على سطح الأرض يسمى مركز الزلزال.
في بعض الأحيان، يكون للزلزال هزات أولية، وهي عبارة عن زلازل أصغر حجما تحدث في نفس مكان الزلزال الأكبر الذي يليه. ودائما ما تتبع الهزات الرئيسية هزات ارتدادية يمكن أن تستمر لأسابيع أو أشهر أو حتى سنوات.
هل يستطيع العلماء التنبؤ بالزلازل؟
الجواب الأكيد هو لا، ومن غير المرجح أن يتمكنوا من التنبؤ بها في المستقبل.
لقد جرّب العلماء العديد من الطرق المختلفة للتنبؤ بالزلازل، لكن لم ينجح أي منها. ويمكن للعلماء أن يخمنوا حدوث زلزال في وقت ما في المستقبل، لكن ليس لديهم طريقة لمعرفة متى سيحدث ذلك بالتحديد.
أخطر مناطق الزلازل في العالم
تحدث الزلازل في أي مكان في العالم وفي أي وقت، لكن بعض أجزاء الأرض أكثر عرضة للزلازل من غيرها.
يشير المعهد الجيولوجي البريطاني وكذلك المعهد الأميركي إلى 3 أحزمة تقع فيها معظم الزلازل، أبزها منطقة تسمى “الحزام الناري” أو “حلقة النار ” (Ring of Fire) على حافة المحيط الهادئ وتحدث فيها أكثر من 80 في المئة من الزلازل، نتيجة الحركة التكتونية المستمرة للصفائح في هذه المنطقة.
يمتد هذا الحزام من تشيلي شمالا على طول ساحل المحيط الهادئ لأميركا الجنوبية إلى المكسيك في أميركا الشمالية، مرورا بالساحل الغربي للولايات المتحدة، إلى الأجزاء الجنوبية من ألاسكا، ويمتد ليشمل جزر ألوتيان في المحيط الهادئ، واليابان، والفلبين، وغينيا الجديدة، وجزر جنوب غرب المحيط الهادئ ونيوزيلندا، بحسب وورلد أتلس.
وهناك أيضا الحزام الألبي الذي يقع في منطقة تمتد لأكثر من 15 ألف كيلومتر من جاوة وسومطرة نحو المحيط الأطلسي عبر شبه جزيرة الهند الصينية، ويعبر جبال الهيمالايا، وجبال إيران، والقوقاز، والأناضول، والبحر الأبيض المتوسط.
وأخيرا حزام منتصف الأطلسي الذي يحدث تحت الماء وبعيدا عن الأماكن الحضرية لكن أيسلندا التي تقع مباشرة فوق منتصف المحيط الأطلسي تعرضت لزلازل كبيرة بلغت درجتها أكثر من 6.9 درجة.
والدول الخمس الأكثر عرضة للزلازل في العالم هي الصين وإندونيسيا وإيران وتركيا واليابان، وفق “وورلد أطلس”. وتعد اليابان وإندونيسيا من أكثر دول العالم بالنسبة لعدد الزلازل، أما الصين وإيران وتركيا فتعتبران من أكثر دول العالم تسجيلا لزلازل كارثية.