بدأ البطريرك مار بشارة بطرس الراعي امس زيارته الى الجبل في ذكرى المصالحة رافقه فيها على مدى ساعات شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي ابي المنى. اول بلدة شانيه زارها الراعي وبعدها الباروك ثم بيت الدين وخاصة بعقلين وصولا الى المختارة حيث اقام النائب السابق وليد جنبلاط مأدبة غذاء على شرف البطريرك الماروني.
واعلن الراعي من المختارة ان هذا اليوم تاريخيّ وأتينا لكي نُحيي مرة أخرى المصالحة التي قمتم بها مع البطريرك صفير وأردتما أن تشمل جميع اللبنانيين ولا مصالحة من دون مصارحة، كما أكّد الراعي انه «لا يمكن أن يستمر لبنان في هذه الحالة وقد بات غريبا عن ذاته وهو مريض يجب تشخيص مرضه ومعالجته بالمصالحة الصريحة بين جميع اطيافه».
اما وليد جنبلاط فصرح ان المصالحة تكرّست على الرغم من بعض اصوات النشاز التي تعمل على نبش القبور وفي ادبياتنا الشهداء كلهم شهداء الوطن دون تمييز من اي جهة. وفي تلبية مأدبة الغذاء في قصر المختارة، اثنى البطريرك الراعي على «الجهود المحلية والعربية التي تقوم بها لحل معضلة الرئاسة ونحيي عالياً تأييدكم لدعوة الحوار».
وفي هذا السياق، قال النائب وائل ابو فاعور للديار ان جولة البطريرك الراعي الى الشوف تشكل صفحة بيضاء في ظل السواد الذي يهيمن على لبنان كما انه يجسد مشهدا وطنيا جامعا وسط ارتفاع اصوات تطالب بالانقسام والشرذمة مشددا انه ليس لدينا مسار الا الوحدة والتفاهم .
والحال ان البطريرك الراعي بات لا يستطيع الانتظار الى ما لا افق له من موعد انتخاب رئيس للجمهورية جديد وهو ايضا متخوف من سلسلة الشواغر في المراكز المارونية في البلاد بدءا من رئاسة الجمهورية الى حاكم مصرف لبنان ويمكن ان يلحق بهما موقع قائد الجيش اللبناني في كانون الثاني المقبل موعد وصول قائد الجيش جوزاف عون الى السن القانونية للتقاعد. وتضيف المصادر ان البطريرك ينظر الى النزوح السوري بأنه مخطط يشجع السوريين بدخول لبنان فيما يفترض بهذه الجهات الدولية تحديدا ان تحمي لبنان وصيغة العيش فيه والوجود المسيحي على وجه التحديد.
اما عن الحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري يظل الوسيلة الافضل لانتخاب رئيس جديد للجمهورية حيث رحب وليد جنبلاط وتيمور جنبلاط بموقف الراعي المؤيد للحوار.
في غضون ذلك، تقول اوساط سياسية رفيعة المستوى ان دولة قطر سعت الى حصول الاجتماع بين قائد الجيش جوزاف عون والنائب محمد رعد وعليه تعمل الدوحة حاليا على فتح قنوات اتصال بين العماد جوزاف عون والايرانيين. واشارت الى ان هذا الاجتماع كان ايجابيا الا ان موضوع رئاسة الجمهورية بقي شأنا من شؤون بحثها الطرفان. وتابعت هذه الاوساط عبر الديار بالقول ان حزب لله يسعى لمعالجة الشغور الرئاسي بطرق عملية وبراغماتية للوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية خاصة في ظل الانهيار المالي والاقتصادي والكياني الحاصل في البلد. وترى الاوساط السياسية رفيعة المستوى ان حزب الله اصبح لديه قناعة ان ترشيح رئيس تيار المرده لرئاسة الجمهورية لن يكتب له النجاح على ارض الواقع انما هذه المعطيات لا تعني ان حزب الله تخلى عن مرشحه فرنجيه حتى اللحظة.
وفي سياق متصل، يأتي الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان الاثنين المقبل تزامنا مع حركة موفدين قطريين وسعوديين.
حتى اللحظة، لا يبدو ان هناك جدول اعمال واضحا وعلى الارجح ان لودريان سيقوم بلقاءات ثنائية في حين كشفت اوساط عين التينة للديار ان 85 نائبا سيلبون الحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري.
من جهة اخرى، قال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل خلال كلمته في البترون ان بري قدم صيغة حوار ملتبسة متوجسا من ان هناك «ميل» الى تطيير الفرصة بالدعوة الى جلسات انتخابية مفتوحة في ظل تمسك المعارضة برفضها المطلق للحوار.
القوات اللبنانية: من يلبي حوار بري يمعن في تعطيل الانتخابات الرئاسية
من جهتها، اكدت مصادر القوات اللبنانية للديار ان هناك تعارضا كبيرا مع دعوة الرئيس بري الى الحوار حيث تعتبر المعارضة من القوات اللبنانية والكتائب وبعض المستقلين والتغييريين ان اي تلبية لحوار بري تشكل امعانا في ضرب الانتخابات الرئاسية وانقلابا على الدستور ونسفا لمجلس النواب وضربة لنتائج الانتخابات النيابية الاخيرة كما انها تزرع اليأس في قلوب الناس من اجل ان لا تذهب الى صناديق الاقتراع مرة اخرى بما ان الحوار يلغي دور البرلمان واللعبة الديمقراطية.
وردا على ما قاله النائب جبران باسيل ان المعارضة تقدم هدية مجانية للرئيس بري بتطيير جلسات انتخابية مفتوحة، رأت المصادر القواتية ان موقف المعارضة من الحوار ليس وجهة نظر سياسية بل ينطلق من احترامها للدستور الذي ينص على دعوة لجلسة انتخابية واحدة ودورات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية.
مخيم عين الحلوة: من يفجر الوضع فيه؟
الى ذلك، تفجر الوضع من جديد في مخيم عين الحلوة وعادت الاشتبكات العنيفة بين حركة فتح والمجموعات الفلسطينية الاسلامية وقد قال شهود عيان ان متفجرات ثقيلة واسلحة متطورة يتم استخدامها في القتال وهذا الامر يطرح الكثير من الاسئلة عن كيفية حصول المقاتلين على هذه الاسلحة وكيفية دخولها الى المخيم فضلا عن مصدر التمويل و المحرضين الذين يقفون وراء جولات العنف التي تحصل في مخيم عين الحلوة. وفي تحليل لبعض القيادات في مخيم عين الحلوة فان ما تقوم به المنظمات التكفيرية هو لاضعاف السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس. واضافت ان هذا المخطط لن يمر وحركة فتح والمنظمات الفلسطينية ستحسم الامر لتأمين الاستقرار والامن في المخيم.
موجة النزوح السوري الى لبنان وهجرة اللبنانيين من بلدهم
الى ذلك، يشهد لبنان موجة نزوح للسوريين بشكل كثيف وقد شكل هذا الامر خضة سياسة واجتماعية على المشهد اللبناني بما ان الدولة اللبنانية غير قادرة على تحمل اعباء النازحين السوريين الذين اتوا في بداية الحرب السورية وقد ادى النزوح الى تداعيات خطيرة على الاقتصاد اللبناني وعلى الحياة المعيشية للبنانيين فكيف سيكون الوضع اليوم مع نزوح جديد من سوريا الى لبنان؟ ببساطة، ان موجة النزوح للسوريين الاخيرة هي كارثية على الصيغة اللبنانية حيث يشكل خطرا على التوزانات القائمة في نسيج المجتمع اللبناني. علاوة على ذلك، هذا النزوح الجديد للسوريين يرهق اقتصاد لبنان المنهك اصلا من بنى تحتية وطبابة وكهرباء.في المقابل، يشهد لبنان هجرة ابنائه بوتيرة عالية تحولت الى نزيف داخلي اذ تفككت العائلات اللبنانية بنسبة كبيرة جراء الهجرة حيث تراجع عدد اللبنانيين في لبنان بشكل كبير في وقت يزداد عدد النازحين السوريين.