القاهرة- مفرح الشمري
Mefrehs@
تتواصل المنافسة في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي بدورته الـ30 ما بين 19 دولة عربية وأوروبية في مسابقته الرسمية، حيث قدمت فرقة «تعاونية مسرح النقطة» الجزائرية عرض «نوستالجيا» للمخرج لخضر منصوري، على خشبة مسرح الفلكي في الجامعة الأميركية بالقاهرة، وهي تنتمي إلى «المسرح العبثي» الذي يطرح أسئلة تبحث عن متعة الإنسان وعلاقته بالآخر.
نص «نوستالجيا»، مأخوذ عن نص «قصة دببة الباندا» لماتيي فيسنيك وقدمها المخرج لخضر منصوري برؤية جديدة والعرض من تمثيل أسماء الشيخ وفتحي مباركي، ويدور حول فنان يصارع العتمة ليومياته الكئيبة، يستيقظ ذات صباح عاجزا عن تذكر ما حدث له في الليلة السابقة، هي حكاية لقاء غير متوقع، محدودة الزمن (7 ليال) وتدور كامل أحداثها في فضاء شقة، هي قصة عن اتفاق بعيد الاحتمال بين كائنين مضيئين وغامضين في الوقت نفسه، يحاول كل منهما التعرف على الآخر.
وشهد المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، العرض الليتواني «أنتيجون» من إخراج وبطولة بيروت مار، وهو مستمد من تراجيدية سوفوكليس الشهيرة. وعلى الرغم من ان الممثلة بيروت مار تجاوزت الستين عاما من عمرها الا انها قدمت العمل برشاقة جميلة وجسدت جميع شخصياته، «أنتيجون» وأختها «ياسمينا» و«كريون» وابنه «هايمون» والحارس و«تيريسيوس الرسول» مع استخدامها زياً واحدا الا انها استطاعت ان تشكله حسب الشخصية التي تجسدها.
استخدمت المخرجة بيروت مار تقنيات بصرية وتشكيلات مبهرة من الوسائط الحديثة في فن الفيديو والاضاءة والدمج بين فكرة النص العامة والخلفيات السينمائية، وذلك لإظهار الصراع الداخلي الذي يعيشه إنسان اليوم.
وقدمت فرقة «الفنون الحركية والدرامية» التونسية بمدينة القيروان، عرضها المسرحي «الروبة» للمخرج حمادي الوهايبي، وذلك على خشبة مسرح السامر، من تمثيل: محمد شوقي خوجة، سامية بوقرة، نور الدين الهمامي، عواطف العبيدي، خلود بديدة، ولطفي المساهلي.
وتدور أحداث «الروبة» في قاعة المحكمة، حيث يحدث انفجار وينهار جزء منها، ويحبس المتهم ومحاميان اثنان وقاض، يتقربون من المتهم الموجود معهم ليخرجهم من هذا المأزق، ومع مرور الوقت تنقلب المعادلة ويصبح المتهم صاحب القرار في هذا الظرف ليكشف بعدها المستور في عالم القضاء والمحاماة بإثارة قضايا الفساد التي تنخر هذا القطاع.
عنوان المسرحية مستوحى من العامية التونسية، وهي تلك «العباءة السوداء» التي تميز سلكي المحاماة والقضاء، واستعارها صناع العرض لتعرية المستور خلف هذه العباءة التي يستغلها البعض لتحقيق مكاسب شخصية له ولمن على شاكلته.
بذل ممثلو العرض جهدا كبيرا لتوصيل رسالة العرض، ولكن تحتاج الرؤية الإخراجية الى تكثيف حتى تصل رسالته للجمهور العربي بشكل أوسع.