منذ اخترق الإنسان البحار والمحيطات أصبح بإمكانه استكشاف أراض جديدة وحضارات لم يتخيل أنها موجودة أصلا، ويعتبر أغلب المؤرخين أن اكتشاف أميركا كان أفضل ما حصل للإنسانية لأنها أرض جديدة واسعة خصبة مليئة بالفرص والأحلام، لكن بعضهم الآخر يرى أن الهند كانت الاكتشاف الأعظم والأهم تاريخيا.
لطالما كانت الهند أرض الأساطير والسحر والجمال، تتفرد هذه البلاد الجميلة بمساحتها الواسعة التي احتضنت وتحتضن مئات وآلاف الحضارات والثقافات المتنافرة، فلا يوجد مثيل لحضارة الهند المميزة، الملابس الجميلة التي تسمى الساري أو التوابل اللذيذة التي غزت العالم وجعلت الطعام وطبخه فنا رفيعا كالكاري والفلفل والشطة وغيرها الكثير. لا يقتصر الأثر الحضاري للهند على الملابس والطعام فقط رغم تميزهما، إذ ان الهند قدمت للعالم مخزونا مهما من الأساطير والصروح التاريخية المهمة والأدب العريق، ككتاب كليلة ودمنة الذي ألفه الفيلسوف الهندي بيدبا وترجمه ابن المقفع إلى العربية، ومع بداية ظهور السينما وانتشارها حفرت الهند اسمها عميقا في عالم الفن السابع وقدمت أفلاما رائعة ذات طابع مميز مختلف تماما عن أفلام هوليوود الأميركية، وأصبح للسينما الهندية اسم خاص بها هو «بوليوود».
غالبا ما تبقى الأفلام الهندية حبيسة وطنها رغم تميزها وروعة القصص التي تقدمها ذلك أنها لا تمتلك شعبية كاسحة أو قدرات مالية كهوليوود، لكن بعض الأفلام الهندية تتخطى المستحيل وتقدم إبداعا يجعلها تخترق حدود الهند واللغة والثقافة وتصبح محط أنظار العالم، وهو ما شهدناه في العام الفائت عندما دخل الفيلم الهندي «RRR» التاريخ وفاز بجائزة أوسكار عن أغنية «naatu naatu» وهو ما لفت أنظار العالم الغافلين عن سحر السينما الهندية إليه.
وفيلم «RRR» أو (Rise Roar Revolt) يجمع ما بين الأكشن والدراما، تدور أحداثه في عام 1920، أثناء الحكم البريطاني للهند، حيث قام المسؤول المستبد «سكوت بوكستون» وزوجته «كاثرين» بزيارة غابة في أديل أباد، حيث اختطفوا بالقوة الفتاة «مالي»، وهي فتاة موهوبة في الفن من قبيلة «جوند»، فيتوجه وصي القبيلة «كومارام فهيم» إلى دلهي بقصد إنقاذ الفتاة الموهوبة، فتستعين «كاثرين» بمساعدة «راما راجو»، الضابط الطموح في الشرطة الإمبراطورية الهندية المختص بقمع التهديدات، ليبدأ حينها الشروع في مهمته، وتتوالى الأحداث الشائقة.