قبل فيلم «The Equalizer 2» لم يصنع دينزل واشنطن أي جزء ثان لأي من أفلامه إطلاقا، وهذا يعني أن «روبرت ماكول» هو أول شخصية على الشاشة يوافق واشنطن على تجسيدها لأكثر من مرة على الإطلاق، وفي حين قدم الممثل دائما أداء مثاليا بأدواره، لكن يبدو وكأنه وجد نفسه في دور عميل مشاة البحرية الأميركية السابق وعميل وكالة الاستخبارات المركزية، فسلسلة الآكشن «The Equalizer» تزداد شراسة وقوة، وربما يكون فيلم «The Equalizer 3» هو الوجهة النهائية في رحلة دامت ما يقرب من عقد من الزمن للمخرج أنطوان فوكوا، ويمثل خاتمة مرضية له، لاسيما انه صمم ببراعة منذ بدايته.
على الرغم من أن «ماكول» تخلى رسميا عن حياته كقاتل محترف تابع للحكومة، إلا أن الظلم لا ينفك يقف في طريقه، ولايزال غير قادر على تجاهله، فبعد تلقيه رصاصة أثناء مواجهته لعصابة في جنوب إيطاليا، ينقذه أحد الأشخاص الطيبين ويأخذه إلى قرية ساحلية للتعافي، ولا يمضي وقت طويل قبل أن ينتبه «ماكول» لعلامات وجود مجتمع خاضع للقبضة القمعية والعنيفة لزعماء الجريمة المحليين، فينفجر كل شيء عندما يفعل «ماكول» ما يجب عليه فعله لحماية أصدقائه الجدد وسبل عيشهم، ويتضمن جزءا من خطة «ماكول» للتغلب على المافيا، إبلاغ عميلة وكالة المخابرات المركزية إيما كولينز (داكوتا فانينغ).
يبدو واشنطن مرتاحا بتأدية شخصية «ماكول» أكثر من أي وقت مضى، على الرغم من المعركة الداخلية التي يمر بها، فقدرته على تجسيد ذلك في لحظات الهدوء (مثل روتين ترتيب طاولته في المقهى) وأيضا خلال لحظات العنف (القضاء على الأشرار في زقاق مظلم) أمر مذهل.
من المثير للاهتمام أيضا أن نرى أن الشخص الذي كان دائما يوزع العدالة بغضب مكبوت وغير مبال تقريبا يشعر وكأن هناك مخاطر شخصية في أفعاله، هل هذا هو أفضل أداء لواشنطن؟ كلا، لكنه أداء رائع معلق في إطار سيناريو ضيق آخر، من تأليف ريتشارد وينك، وهو بلا شك أفضل أداء له في السلسلة.
يقدم الفيلم جماليات مختلفة من حيث المواقع مقارنة بأول جزأين، بداية من الأسلوب ووصولا إلى البصريات، وعلى الرغم من أن الأمر ينطوي على مخاطرة، إلا أنه تغيير مرحب به يعمل لصالح «The Equalizer 3»، ولقد كان خيار إحضار المصور السينمائي روبرت ريتشاردسون الحائز على جائزة الأوسكار ثلاث مرات أمرا ملهما، حيث يضيف استخدامه للألوان الحمراء الغنية والعميقة والألوان الترابية والظلال ودرجات الأسود الداكن العميق، نسيجا وأناقة رائعين يتناقضان مع المشاهد الباردة للمدينة في أول جزئين.
ينهي «The Equalizer 3» الثلاثية بقوة وبأسلوب رائع وطاقة مذهلة، حيث تبدو دائرة المخرج فوكوا وواشنطن مكتملة وتقدم عملا رائعا للجمهور.