القاهرة - مفرح الشمري
Mefrehs@
في اليوم الرابع لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي بدورته الـ30، تنافست اليونان ودولة فلسطين وجمهورية أرمينيا في عروضها المسرحية بالمسابقة الرسمية، والتي دارت أحداثها حول الإنسان ونبذ الحروب والخلافات، فعلى خشبة المسرح القومي، قدمت اليونان مسرحية «الإلياذة» للمخرج تاسوس راتزوس، والتي تدور أحداثها حول القصيدة الملحمية الأسطورية «الإلياذة»، وهي حصار ضربه تحالف من الدويلات اليونانية استمر عشرة أعوام لمدينة طروادة.
ويأتي العرض تجسيدا للمسرح الملحمي، وتروي الأسطورة حكاية الخلافات التي قامت قديما بين آلهة اليونان الوثنيين وحفلت بالحروب والمآسي التي جرتها تلك الحروب على اليونان وجوارها في تلك الحقبة، وتوصي المسرحية في خلاصتها باعتماد أسلوب السلم في حل الخلافات بين الأفراد والشعوب واحترام الإنسان بغض النظر عن مكانته وجنسيته.
وقدمت أرمينيا على مسرح العرائس، عرضها «بوكوفسكي»، إخراج ماريتا دوفلاتبيكيان، الذي أعادت من خلاله سيرة حياة واحد من أكثر الأدباء عبثية وهو تشالز بوكوفسكي، حيث تحكي عن فصول حياته في سنوات الشباب وطفولته وعائلته، وحياته المليئة بالعشوائية والغموض والسيريالية، وكيف عاش هذا الكاتب دائما ليرضي نفسه فقط ولا يرضي أحدا، واختار لنفسه مكانا وبقي مخلصا لهذه البقعة المظلمة التي عاش فيها إنسانا وأديبا.
واحتضنت خشبة «الطليعة»، العرض الفلسطيني «فنتولين العودة» من تمثيل بيان سليم وتصدت لإخراجه إيمان عون، وهو عرض مونودراما إنسانية مميز لفرقة «عشتار» ويحكي عن مأساة ملايين الفلسطينيين والسوريين في بلاد الشتات بعد الاحتلال والخراب في بلدانهم.
تدور القصة حول ابنة عضو في منظمة التحرير الفلسطينية أصبحت فيما بعد عائدة بعد اتفاقية أوسلو في العام 1993، هي حكاية امرأة عالقة في مصعد، امرأة عاشت الترحال المستمر، تصارع من أجل الحفاظ على هويتها بين ذكريات الماضي والتوجس من المستقبل، حملت أكثر من هوية في حياتها، فهي اللاجئة في لبنان وسورية، وابنة أبناء منظمة التحرير في تونس، والعائدة في فلسطين، والمهاجرة بالنمسا وألمانيا.
يتقاطع العرض في حكايته مع آمال وآلام كل الفلسطينيين في الداخل والشتات، ويرصد سيكولوجيا الاغتراب والحنين، ويستدعي حالة التشويش بين البقاء في الوطن أو فكرة الهجرة، لأن الواقع يفرض مفهوم المواطنة المضطربة، فتتساءل هل انت محشور بحالة ترانزيت في الوطن ترتعد من فكرة وحدتك وشيخوختك وغربتك؟، وآلاف المحاولات لكي تصبح مواطنا كامل المواطنة.