القاهرة - مفرح الشمري
Mefrehs@
يواصل مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي بدورته الـ 30 عروضه المسرحية في المسابقة الرسمية، فعلى خشبة مسرح الجمهورية، عاش عشاق «أبوالفنون»، مع المسرحية العرائسية التونسية «ما يراوش» للمخرج محمد منير العراقي، المستلهمة من مسرحية «العميان» للكاتب البلجيكي موريس ميترلنك الحائز جائزة نوبل في الأدب عام 1911.
عنوان المسرحية «ما يراوش» في اللهجة التونسية، تعني الذين لا يبصرون، حيث دار العرض حول مجموعة من «العميان»، يتوهون في الغابة بعد أن أخذهم رجل كبير في السن للتنزه والاستمتاع بالشمس والطبيعة ويتركهم لجلب الطعام لطفل معهم ويغيب عنهم لتبدأ معاناتهم في غابة موحشة وغريبة، يسترقون السمع ويستدلون على ما تصلهم من أصوات الغابة، بوم وخفافيش وفحيح وحفيف أشجار وضجيج لم يتعودوا على سماعه.
يحاول العرض الإجابة عن عدة تساؤلات منها: كيف نكتسب الوعي؟ وكيف نكف عن التذمر من القوى الطبيعية؟ وكيف نجادل المرشد الدليل المسؤول وصاحب السلطة؟، متى نثور على الوضع لأن حياتنا متعلقة ومتوقفة على ذلك؟، كيف نكون؟ وهل هناك فرق بين عمى البصر وعمى البصيرة؟ اسئلة كثيرة استطاع المخرج محمد العراقي الاجابة عنها من خلال ممثليه الذين أبدعوا في ادائهم.
و«ما يراوش» من إنتاج المركز الوطني لفن العرائس، ومن تمثيل وتحريك العرائس: هيثم وناسي، فاطمة الزهراء المرواني، أسامة الماكني، هناء الوسلاتي، أسامة الحنايني، ضياء المنصوري، إيهاب بن رمضان، أميمة المجادي، محمد الطاهر العابد، عبدالسلام الجمل وغيرهم.
وشهدت خشبة مسرح السلام، العرض المسرحي العراقي «ملف 12» للمخرج مرتضى علي، وهو أحد العروض التي تعتمد على جسد الممثل من خلال الأداءات الحركية المركبة التي تعبر عن حالات الهجرة البشرية التي حدثت في السنوات الأخيرة وشكلت علامة مهمة في الذاكرة الاجتماعية في العراق والمنطقة العربية وما نتج عنها من معاناة للمهجرين بسبب استغلالهم من العصابات التي تستولي على أموالهم ويتركونهم في عرض البحر لمواجهة مصيرهم، والعمل من إنتاج دائرة السينما والمسرح ببغداد، وأجاد في ادائها: أسعد ماجد وعلي جابر وفكرت حسين ومعتدى باسم ومؤمل حيدر ومرتضى نوري.
وفي مسرح الفلكي بالجامعة الأميركية بالقاهرة، تم عرض المسرحية المصرية «من أجل الجنة إيكاروس» للمخرج أحمد عزت، وهو تعاون مشترك بين فرقة هانوفر الألمانية وفرقة المخرج أحمد عزت الألفي، وجسد الأدوار ببراعة: ديدالوس (الأب) محمد الهجرسي، في حين قام بدور إيكاروس (الابن) مصطفى البنا، ويعد العرض من نوع المسرح التفاعلي والحكي المسرحي الممزوج بالتشخيص المسرحي والغناء.
وطرحت المسرحية إشكالية العلاقة بين الآباء والأبناء، وكيف أن الآباء يسيطرون على أبنائهم ويحدون من خيالهم وطاقتهم لأنهم يعتبرون أنفسهم الأوصياء عليهم، وفي نهاية العرض تم إبراز واقع أنه من حق الأبناء أن يحلموا حتى إن أخذهم الحلم إلى الهلاك، وأنه من حقهم أن يجربوا وأن يغلطوا ليمكنهم التعلم.