فيلم «Blue Beetle» هو أحدث إصدارات عالم «دي سي» ما قبل «جيمس غان»، ولكن اختيارهم للشخصية واستكمالها في العالم الجديد المسمى DCU هو خيار في محله، إذ إن الشخصية ورغم تقديمها في فيلم افتقد الكثير من المفاجآت الإبداعية، أضاف شخصية جديدة إلى قائمة أبطالنا الخارقين المحبوبين لدى الجميع.
لم تكن السنوات القليلة الماضية سهلة على عشاق «دي سي» إذ لم تكن أفلام عالم DCEU الأخيرة بمستوى التطلعات لعشاق العالم، فهذه المرة يطل علينا بطل خارق جديد يشق طريقه للمرة الأولى على شاشات السينما، الفتى اللاتيني ذو العائلة المتواضعة «خايمي رييس» الذي يتعرض لجهاز متطور على شكل خنفساء تقتحم جسده لتهديه قدرات خارقة وتغير حياته للأبد، فهل تم تقديم الشخصية بشكل متقن؟
لنبدأ بالتوضيح بأن «Blue Beetle»، الذي يقوم بدوره النجم الشاب زولو ماريدوينا، تم التسويق له كفيلم بطل خارق عائلي يفتخر بأصوله اللاتينية، وكل ما تتوقعه من فيلم عائلي فعلا تجده فيه عن طريق استعراض حياة عائلة «رييس» المرحة والمليئة بالمشاعر، وتتميز هذه العائلة بالروح الضاحكة التي أتاحت للمشاهدين الارتباط ببطلنا الجديد بسهولة، من العم «رودي» إلى الجدة المليئة بالمفاجآت.
شعرنا خلال المشاهدة بأن الفيلم اعتمد بشكل كلي على خلطة «مارفل» السحرية في أفلامها، والتي تتكون من المغامرة، الأكشن، القتالات، جميعها ممزوجة بروح مرحة ولحظات كوميدية عالقة بالذهن، وقد يرى البعض أن تلك الخلطة هي أسلوب لا يجب على «دي سي» اتباعه لغرض التغيير، لكن ما نستطيع قوله هو أن أسلوب «مارفل» في أفلامها ملائم جدا لبطل «دي سي» الجديد «Blue Beetle» فقد لا يمكنك استخدام الكوميديا بشكل مفرط مع بعض الشخصيات، غير انه في حالة «خيمي رييس» هي الحل الأمثل.
يحكي الفيلم قصة «جايمي رييس»، خريج مدرسة غوثام للقانون، الذي يعود إلى عائلته في مدينة بالميراس، ويتم استقباله بكل فخر كونه فرد العائلة الوحيد الحاصل على شهادة جامعية، ظنا منهم أنه قد يستطيع مساعدة العائلة ماديا في المستقبل، وذلك حتى يتعرض لحادثة تعرضه لتقنية فائقة تمنحه قدرات خارقة تغير حياته، وبذلك فعلا يستطيع «جايمي» مساعدة عائلته، ولكن ليس بالطريقة التي كان مخطط لها.
تتضمن قدرات «جايمي رييس» بعد الحادثة الطيران ومجموعة لا محدودة من الأسلحة وأساليب القتال، ظهرت جميعها بشكل ممتاز، إذ تعامل المخرج انجيل مانويل سوتو وطاقم عمل المؤثرات مع تلك القدرات بشكل احترافي، وتم تصوير معظم مشاهد الفيلم في مواقع تصوير حقيقية مما ساعد فريق المؤثرات للتركيز على الزي وقدراته الخارقة دون أي ضغط من الاستديو أو المخرج، وحصلنا على نتيجة رائعة بميزانية تعتبر متوسطة مقارنة بأعمال الأبطال الخارقين. إضافة إلى منظرها المتقن، أعطت بدلة «خايمي» الكثير من المساحة على صعيد المشاهد القتالية، فكان أسلوب قتال «خايمي» مليء بالمفاجآت للمشاهد وله شخصيا، إذ تقوم البدلة في بعض الأحيان في التحكم في جسمه وتحركاته، وذلك خلق نوع من التناغم بين «خايمي» ونظام المساعدة في البدلة.
لا يوجد أي فيلم بطل خارق إلا وله شخصيته الشريرة، وفي مغامرة بطل «دي سي» الجديد نتعرف على «فيكتوريا كورد» ومساعدها، حيث تحاول استخراج الخنفساء الزرقاء من «جايمي» لاكتساب قوى عظيمة وبناء جيش منها، وقدمت «فيكتوريا» الجانب الشرير بشكله المعتاد والسطحي الذي يجعلك تشعر بأنك شاهدت المئات من «فيكتوريا» في جميع أفلام الأبطال الخارقين، ولم يكن هنالك أي دوافع أو مقولات تستحق الذكر، بل كانت الجانب الأسوأ في الفيلم دون منازع.
أثبت المشاركون في صنع الفيلم بالفعل أن الخنفس الأزرق سيكون انتصارا للثقافات اللاتينية، ولحسن الحظ أن ذلك حدث بعد إلغاء فيلم «باتجيرل» في عالم «دي سي».