افتتح الموفد الأميركي أموس هوكشتاين جولته اللبنانية ب"همروجة" احتفالية بالأكل اللبناني في أحد المطاعم المطلّة على الروشة، لكي يضفي على مهمته جواً تفاؤلياً بتسجيل إنجاز جديدٍ له في المتاهة اللبنانية الحائرة بين الصراعات الكبرى والجغرافيا الصعبة وموازين القوى.
الإنجاز يبحث عنه هوكشتاين بعد اتفاق الترسيم البحري، محاولة تثبيت الخط الأزرق كحدود برية دائمة، وإزالة نقاط الصراع والتوتر بين الجانب اللبناني والعدو الإسرائيلي. طريق محفوفة بالألغام والصعوبات، لأنها تتجاوز استغلال ثروة الغاز كما هو الحال في الملف البحري، إلى السعي لإزالة قضايا الصراع بين الحقوق اللبنانية والتعديات الإسرائيلية. ودون هذا الهدف، حسابات تتجاوز الواقع اللبناني، وحقوق لبنان، إلى القوى الإقليمية والدولية، وإلى التفاوض عبر شد الحبال بين الولايات المتحدة وإيران على رقعة المشرق. ومن هنا تتوضح صعوبة ملف هوكشتاين وتحدياته المتغيّرة عن ملف ثروة الغاز.
وفي وقت التقى هوكتشاين كُلّاً من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي استبقاه على الغداء، يطرح العنصر الغائب في مشهدية زيارات هوكشتاين هذه المرة، هواجس عن كيفية التفاوض في ظل عدم وجود رئيسٍ للجمهورية اللبنانية الذي يتولى رسمياً التفاوض عن الدولة والشعب، كما حصل في الفترة السابقة، والتي أثمرتْ إنجازاً لصالح لبنان بعدما تخلّى المعنيون لسنوات عن الحقوق اللبنانية المشروعة في ملف الثروة الغازية.
على خطٍ آخر، استمرت ردود الفعل على البدعة القضائية الجديدة التي حصلت أمس في ملف رياض سلامة، والتي تمثّلت بانتظار الهيئة الإتهامية التي يرأسها القاضي ماهر شعيتو محامي سلامة لتسجيل دعوى المخاصمة بحق هيئة شعيتو، بعدما كان سجلها في وجه هيئة التي يرأسها القاضي سامي صدقي، في وقت كان يفترض بشعيتو استكمال إجراءات الدعوى بحق المدعى عليه المعروف الإقامة!