لبنان تغيّر: قمع المثليين تحت سقف الدولة
2023-08-24 19:27:05
حتى العام الماضي، كان الناشطون الحقوقيون الدوليون يتحدثون عن أن لبنان، بلد آمن، الى حدّ ما، لمثليي الجنس، ويتخطى بلدان الشرق الاوسط بهذه الميزة. لطالما تجنبت السلطات المساس بأماكنهم، أو تقييد حركتهم، وكانت تتعاطى مع أي تعدّ عليهم على أنه تعدٍّ فردي يعاقب عليه القانون.
ولبنان، البلد المتنوع، تتضارب فيه القوانين غير المعدلة مع الممارسة الحقيقية المنبثقة من منظومة اجتماعية وثقافية يفترض أنها حامية لحقوق الافراد. كانت حركة المثليين غير معقدة، كذلك اجتماع المثليين في أماكن سهر خاصة، منذ ملهى الـ"أسيد" الذي كان اشتهر في مطلع العقد الماضي، الى مواقع سهر أخرى...
#جنود_الرب وجه جديد للتطرّف بالبلد، بعد وزير اللاثقافة وجنود البيكيني بصيدا. هالجماعة يللي أكيد ما إلها رب، هجمت على ناس سهرانة بمار مخايل وكسّرت مطعم "Madame Om" تحت حجة "حماية البلد من المثليين". المطلوب إنهاء حالة جنود الرب الشاذة بالأشرفيّة ومحاكمة المرتكبين فورًا. pic.twitter.com/7jzyWtVz2j
— Michel Helou | ميشال حلو (@michelhelou_lb) August 24, 2023
لكن هذا الواقع، تغير بدءاً من العام الماضي. أُخرجت النصوص القانونية المقيدة لحركة المثليين، وتبدل مزاج الناس الذي ترافق مع تحريض سياسي وديني، فلم يعد الاعتقاد بـ"الحقوق الفردية" و"حرية حركة الأفراد" و"احترام الخصوصية" و"احترام الخيارات الشخصية"، قائماً. بات العنف سبيلاً للقمع، وهو ما حصل في مار مخايل ليل الأربعاء – الخميس.
ليل الأربعاء، هاجمت مجموعة "جنود الرب" مقهى صغيراً يجتمع فيه المثليون في منطقة مار مخايل في الأشرفية. كان المقهى ينظم "Drag show". اقتحمت مجموعة "جنود الرب" المقهى وأوسعت الحاضرين ضرباً، قبل أن تصل دورية لقوى الامن الداخلي أخرجت أفراد المجموعة من المقهى، وأخرجت بعض الحاضرين وضربت طوقاً أمنياً لحماية الساهرين.
ما قام به "جنود الرب" بالامس في مار مخايل هو نموذج لما يقوم به اليمين المتطرف الفاشي في أوروبا. هي ليست اقل من غزوة ميليشياوبة تحرض على العنف وتنشر خطاب الكراهية.لا سبيل سوى التصدي وعدم الخوف من إدانة هكذا أعمال.#جنود_الرب
— Ali Mourad | علي مراد (@Ali_mourad81) August 24, 2023
اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالصور والفيديوهات من المنطقة، وكانت بمثابة ضخ خبري لتأمين حماية للأفراد الساهرين. نجحت الى حد بعيد في تفتح نقاش جديد حول "قمع الأفراد"، و"قمع الفئات المهمشة"، و"عصابة جنود الرب"، وتأييد مقابل لفعل الاعتداء على هؤلاء، حسبما ورد في بعض التغريدات، وصولاً إلى توجيه التحيات لهم.
تحية من القلب الى شباب #جنود_الرب على ما قاموا به منذ قليل من منع حفل ل #الشذوذ_الجنسي في أحد شوارع #بيروتألا سلمت يمينكموقلتها سابقاً واكررها أنني الى جانب كل من يواجه هذا الشذوذ والفجور والتخلف الفطري وأضع يدي بيدهم للدفاع عن عائلاتنا ومجتمعنا في وجه هذا الفكر المنحل الهدام…
— د. حسن مرعب (@DrHassanMoraib) August 23, 2023
والحال إن النقاش المنقسم بين مؤيد ومعارض، ينتقص الى أمر واقع في لبنان، قائم على الشيء ونقيضه، حيث تغض الدولة النظر، وفي الوقت نفسه تبيح المحظور وتتدخل عند الحاجة. وكما فعلت في وقت سابق، حين أتاحت حرية الأفراد المثليين بالتجمع غير العلني، رغم مواد قانونية تجرّم المثلية الجنسية، لم تتدخل لتجريم "جنود الربط، حتى الآن، ولم يصدر موقف حازم مما جرى، وذلك منعاً لتسجيل موقف يغذي الانقسام اللبناني حول الملف.
#جنود_الربالرب يسوع يباركملا مكان للشذوذ في لبنان أرض الرب
—
وكالات