لعل تعليقات اللبنانيين على وسائل التواصل الإجتماعي، التعبير الأبرز عن تفقد كل من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس المجلس نبيه بري منصة الحفر في البلوك 9. ذلك أن الصور التذكارية التي جسدّت الإبتسامات، استدعت من اللبنانيين السخرية من من أركان المنظومة والتخوف على مستقبل ثروة الغاز في ظل بقائها واستمرار سياساتها، من "الشفط" كما كان يحصل في التسعينات. أما الجزء الثاني من مشهد اليوم فتمثل في تأكيد حقيقة هوية منفذي مسار اكتشاف ثرورة الغاز من البداية حتى النهاية، والمتمثلين بقيادة التيار الوطني الحر على مستوى الوزير جبران باسيل بإعداده البنية القانونية والتشريعية والتنظيمية اللازمة خلال توليه وزارة الطاقة، والرئيس العماد ميشال عون الذي بدأ عهده بإقرار مرسومي تحديد البلوكات، وأنهاه باتفاق ترسيم المنطقة الإقتصادية البحرية.
هذا وإلى جانب زيارة كل من ميقاتي وبري لمنصة الحفر، أعلنت "توتال" رسمياً بدء أنشطة الإستكشاف في الرّقعة رقم 9، مشيرةً إلى أن البئر الاستكشافيّة ستسمح بتقييم الموارد الهيدروكربونيّة وإمكانات الإنتاج في هذه المنطقة.
وفيما المسار الفرنسي يغطّ في سبات عميق لا سيما بعد الضربات الداخلية التي تلقّاها، يتزايد الطوق القضائي على رياض سلامة المطارد خارجياً، وإلى حدٍ أقل داخلياً. ذلك أن المدعي العام التمييزي غسان عويداتأعد طالعة تتعلّق بالتقرير الجنائي التمهيدي لشركة ألفاريز ومارسال، وقرر إحالة نسخة عنها إلى كل من النيابة العامة المالية والنيابة العامة الإستئنافية في بيروت وهيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان لإجراء التحقيقات اللازمة كل ضمن صلاحيته واختصاصه واتخاذ ما يرونه مناسبًا.
ويعني هذا الإجراء تقديم خطوة جديدة في اتجاه تسريع الملاحقة القضائية بحق سلامة، خاصة في ظل كل ما تضمّنه التقرير الأول للتدقيق من فضائح وارتكابات تستدعي المساءلة والمحاسبة، لا بل أنها تتضمن تأكيداً لسرقة العصر المرتكبة في مصرف لبنان.