دمشق - هدى العبود
التقت «الأنباء» الفنانة السورية جيني إسبر في كواليس مسلسل «عزك يا شام»، وردا على سؤال يتعلق بأعمال البيئة الشامية التي نالت الإعجاب والنقد بنفس الوقت، وهل تستهويها هكذا أعمال؟ قالت: أهلا بـ «الأنباء»، وفي رأيي تبقى الأعمال الشامية لونا من ألوان الدراما، لكن كثرتها تجعل كل الأعمال متشابهة، لأنها بيئة مختصة بالعادات والتقاليد التي تربى عليها الشوام منذ مئات السنين، وهذا برأيي تراث نعتز به ويعتز به الدمشقيون أنفسهم، بالإضافة الى الإقبال الكبير من قبل المشاهدين وشركات الإنتاج العربية التي تصدرت لتسويق هكذا أعمال، فسلسلة «باب الحارة» الشهيرة لاقت مشاهدة عالمية وعربية ومحلية، وكان بأجزائها الغث والثمين، والنقاد لم يوفروها، وبالنسبة لي كفنانة كان لي حضور بالعديد من أعمال البيئة الشامية مثل «خاتون، بواب الريح، سلاسل ذهب»، وهناك أعمال تاريخية مثل «الحرملك»، ودراما اجتماعية معاصرة «الهوى والجوى» و«صبايا» بكل أجزائه، و«جلطة»، واليوم نحن بعمق الحارات الشامية العتيقة وأزقتها وتاريخها الغني تاريخيا واجتماعيا من قصص وحكايا عاشت ضمن الأسوار السبعة لدمشق.
وتابعت: كما تشاهدون نحن بالتصوير تحت إدارة المخرج رشاد كوكش، نصور في بيوت وأزقة دمشق القديمة أحداثا جرت أثناء أربعينيات القرن الماضي في حارة تدعى «حارة العنبر»، والعمل من تأليف محمد حميرة ونادين خليل، ويتألف من 15 حلقة كل حلقة تحكي قصة منفصلة عن سابقتها، لكن هناك شخصيات أساسية شكلت الخط المتصل في المسلسل، مثل «العكيد وشيخ الحارة وصاحب المقهى والسمان والحلاق والطبيب والداية»، وهي أدوار أساسية بكافة أعمال البيئة الشامية، ويعتبر مسلسل «عزك يا شام» باكورة الموسم الإنتاجي السوري، ويمكن أن يمتد لمواسم أخرى، نظرا لحكاياته الجميلة التي لا تنتهي لأنها تصلح لكل زمان ومكان، فهي تخبرنا كيف كانت القيم الاجتماعية في أربعينيات القرن الماضي، ومن أبرز الحكايات علاقات الأسر اجتماعيا والخلافات بين الأسر حول الإرث، والرجل الثري الذي لم يرزق إلا ببنات وهو ينتظر قدوم الصبي ليحيي ذكره ويرثه، كما نناقش الحسد بين أهل الحارة أنفسهم، فقد تناولها الكاتب بشكل مبسط، وكيف ان أكبر الخلافات العائلية وبين أهل الحارة أنفسهم تحل ببوسة شوارب عند شيخ الحارة والعكيد والمختار، هذا يدل على البساطة والطيبة بين أهالي حارات دمشق.
وأردفت: من أبرز الفنانين المشاركين في المسلسل الفنانة القديرة وفاء موصللي، فايز قزق، سعد مينة، حسام تحسين بك، جيني اسبر، سحر فوزي، لينا حوارنة، محمد حداقي، عبير شمس الدين، أمانة والي، باسل حيدر، صباح بركات، جمال العلي، علي كريم، وكانت فرصة لمشاركة وجوه جديدة من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية والمعاهد الخاصة.
وردا على سؤال يتعلق بأنها مقلة بالأعمال الشامية؟ وعن مضمون دورها في «عزك يا شام» أجابت اسبر: هذا برأي عائد للمخرجين وليس ذنبي، المخرجون لا يجدون جيني بالبيئة الشامية، وأنا سعيدة بالمشاركة مع المخرج رشاد كوكش من خلال «عزك يا شام»، واجسد في العمل دور فتاة تدعى «شريفة» تعيش بمنزل واحد مع أختها عفيفة وتجسد دورها الفنانة عبير شمس الدين، ونظرا للظروف المحيطة بنا قررنا البحث عن زوج المستقبل، ولا يهم إن كان هذا الزوج متزوجا أم لا طالما الشرع حلل تعدد الزوجات، ستشاهدون تفاصيل مشوقة جميلة جدا، كما ستشاهدون مفارقات جميلة بيننا وبين أهل الحارة، وهنا يحضرني مسلسل «بواب الريح» مع النجم سلوم حداد، هذا العمل حمل توقيعي ويعتبر بوابة الدخول لهذا العالم الدرامي الجميل المختص بدراما البيئة الشامية، وأسند لي من خلاله البطولة النسائية.
وعن رأيها بما قدمته بالموسم الرمضاني الماضي من خلال مسلسلي «صبايا» و«جلطة» ومقارنته بالأعمال الأخرى، ردت: أشعر بالرضا الداخلي، وهذا مهم جدا للفنان أن يكون راضيا عما قدمه، والمسلسلان والحمد لله حققا النجاح، والحقيقة ان «جلطة» الذي صورته في الأردن، كان في الأساس «ترند» وحظي بمشاهدة عالية وهذا مثبت على مواقع «السوشيال ميديا»، لكن لا يمكن مقارنتهما بالأعمال الضخمة كمسلسل «الزند» مثلا، لأنه مختلف تماما، فـ «الزند» درامي تاريخي ضخم تبنته شركة «الصباح اللبنانية» العملاقة فنيا، ومن الظلم مقارنة عمل بلغت تكلفته ملايين الدولارات بعمل آخر لا تتجاوز تكلفته نصف مليون دولار.
وبسؤالها «من يتحكم في نوعية الدراما السورية برأيها؟»، قال: من يفرض نوعية الأعمال الدرامية بكل أشكالها وتنوعها هو ما يسوق من قبل شركات الإنتاج بكل تأكيد، لأن الشركات هدفها الربح وهذا يتوافر من خلال التسويق، لذلك نلاحظ انه في فترة من الفترات كان الطلب على أعمال البيئة الشامية، فأنتجت الشركات السورية والعربية عددا كبيرا من هذه المسلسلات وسوقت عربيا ومحليا، كما كان هناك طلب على الأعمال البدوية وتم إنتاج عدد كبير مثل «فارس ونجود، اصايل، جواهر، ضحى وابن عجلان، الصرخة، السدرة، عيون عليا، غليص- بأجزائه»، تبعها الطلب من قبل شركات الإنتاج للأعمال التاريخية فصور العديد من تلك الأعمال مثل «فتح الاندلس» وشاركت به ومسلسل «معاوية» حاليا يصور بتونس بجزئه الثاني، وسبق ان صور مسلسل «عمر بن الخطاب» و«صلاح الدين الايوبي» و«الزير سالم» الأشهر للمخرج حاتم علي والقائمة تطول.
وأضافت اسبر: بقراءة سريعة نجد أن المؤسسة العامة للسينما أنتجت خلال عام 2022 فيلمين روائيين طويلين هما «حي المنازل» عن سيناريو للكاتب سامر محمد إسماعيل وإخراج غسان شميط، والفيلم الثاني كان تجربة جديدة جمعت بين المخرج باسل الخطيب والفنان دريد لحام بعد فيلمي «دمشق حلب» و«الحكيم»، وفيلم «العائلة» تظهر فيه ملامح الحياة الاجتماعية القاسية التي يحياها بعض الأطفال في ظل وجود تشوهات اجتماعية وما يمكن أن تحدثه من مصاعب في حيواتهم، كما أنهت المؤسسة في نفس العام العمليات الفنية لفيلم «أيام الرصاص» من تأليف أحمد عدرة وأيمن زيدان وإخراج أيمن زيدان، ويحكي عن شخصية رجل أمن تقاعد من عمله ويحاول العودة إلى مكانته ووضعه الاجتماعي السابق.
وختمت جيني اسبر: نحن بانتظار الأعمال الجديدة للموسم الرمضاني لعام 2024 والحمد لله بدأنا بالتصوير.