2025- 03 - 10   |   بحث في الموقع  
logo توضيح من الأمانة العامة لمجلس الوزراء logo سلام للمعلمين في عيدهم: لهم علينا ان نعزز اوضاعهم ونحفظ كرامتهم logo باسيل يُحذر: ما يحصل في سوريا خطر كبير وتقسيم المنطقة لن يسلم منه لبنان logo وفد إسرائيلي إلى الدوحة لاستكمال مباحثات الهدنة logo إضرابات في 11 مطارًا ألمانيًا... وشل حركة الطيران logo قُتِل إخوتها الثلاثة... اتصالٌ بين معارضة علوية والشرع logo إسرائيل تعترف بـ"ضعف" تقديراتها حول مكان احتجاز الأسرى logo "أجانب اقتحموا بيوتنا"... فنانة سورية تفضح تفاصيل "مذبحة الساحل" (فيديو)
«Gran Turismo» لعبة فيديو مبنية على قصة حقيقية
2023-08-17 22:56:12

يمكن القول إن «Gran Turismo» فيلم جيد وقابل للمشاهدة يعتمد بشدة على شهرة اللعبة للترويج لنفسه، لكنه يحتوي على ما يكفي من القوة التي ترضي المشاهدين. ما يقوم الفيلم بترويجه هو مادة المصدر خاصته، سلسلة ألعاب فيديو السباقات ذات الشعبية الكبيرة والتي تعتبر واحدة من أكبر امتيازات «PlayStation»، وفي حال لم يكن أحد الأشخاص في الجمهور من المعجبين بالفعل فإن الفيلم يقوم بدور مندوب مبيعات في صالة العرض للترويج للسلسلة، حيث يسلط الضوء على الميزات الرئيسية ويطيل الحديث عن عبقرية رئيس «Polyphony» كازونوري ياماوتشي (يلعب دوره في الفيلم تاكيهيرو هيرا، بالرغم من أن ياماوتشي الفعلي يظهر بالفيلم كضيف شرف بدور طاهي سوشي)، لكن لحسن الحظ يطغى هدير المحركات في نهاية المطاف على مندوب المبيعات، على الرغم من أنه لايزال هناك مجال للترويج للمادة المصدر بين المشاهد الرياضية المثيرة.

قد يكون هذا أول فيلم مقتبس عن لعبة فيديو مبني أيضا على قصة حقيقية، وبالتحديد قصة «يان ماردينبورو»، المراهق البريطاني الذي أتيحت له الفرصة في عام 2011 لتحويل سنوات مراهقته خلف عجلة القيادة الافتراضية (تباع بشكل منفصل، ويتم عرضها بكل محبة في الفيلم) إلى مهنة حقيقية، لكن أول شخص يجب على يان (أرشي ماديكوي) أن يثبت له أنه مخطئ هو والده (دجيمون هونسو)، الذي يقول له إن كونه جيدا في لعبة قيادة سيارات لا يؤهله لقيادة سيارات سباق حقيقية.

لكن «Gran Turismo» بالطبع ليست مجرد لعبة قيادة سيارات قديمة، بل إنها محاكاة قيادة متطورة، يوضح أحدهم صراحة في أحد جمل الحوارات العديدة التي تبدو وكأنها ملاحظة من «Sony Interactive Entertainment» ويقول آخر: «لقد لعبت اللعبة وهي رائعة»، وهو المدير التنفيذي الطموح لشركة نيسان «داني مور» (أورلاندو بلوم)، الذي يجسد بشكل فضفاض شخصية مؤسس أكاديمية «GT» «دارين كوكس».

يعد «داني» المديرين بأن تجنيد اللاعبين ليصبحوا متسابقين محترفين سيجذب سوقا غير مستغلة من مشتري السيارات المحتملين، وهذا الكلام على الأرجح نسخة مما قيل خلف الكواليس لإقناعهم بصنع الفيلم أيضا، يؤدي بلوم هذه المشاهد كما لو أنه يمثل نسخته الخاصة من فيلم سيرة ذاتية على غرار فيلم «Air» على هوامش الحبكة.

بفوزه بمباراة التأهل بالطور الجماعي، ينتقل «يان» إلى مشاهد تدريب أساسي ممتدة تشبه «Top Gun» في صورة مصغرة، يكملها وجود منافس أكاديمي معاد لسبب لا يمكن تفسيره وهو (دارين بارنت)، كما يجد نفسه تحت وصاية سائق سيارات السباق المخضرم (ديفيد هاربر) الذي يعامله بتشكك وقسوة، ويتميز «هاربر» بجميع عناصر شخصية المرشد المبتذلة والمتوقعة.

يتم استعراض فيلم وثائقي افتتاحي حول إرث «Gran Turismo» يبدو وكأنه شيء تم تهريبه من اجتماع المساهمين، يحمل بصمة المخرج نيل بلومكامب والذي يشتهر بعمله على «District 9» و«Chappie» بعد أكثر من عشر سنوات على انهيار خططه لصنع فيلم «Halo» للشاشة الكبيرة، فقد حقق بلومكامب مصيره أخيرا في صنع فيلم لعبة فيديو، انه المسار الصحيح بالنسبة له، حيث يستفيد «Gran Turismo» من أسلوب إخراجه العصري الفريد، والذي يأخذ قصة شهرة روتينية ويمنحها الطاقة الدافعة التي تتطلبها.

قد تتساءلون عما إذا كان المخرج يمتلك المهارات المطلوبة لفيلم كهذا، فهناك مشهد مبكر تصعب متابعته حول الهروب من الشرطة، ويرتكب بلومكامب خطأ أحمق إلى حد ما متمثلا بعدم التركيز على المرة الأولى التي يجلس بها «يان» وراء عجلة القيادة، وهي لحظة يجب أن تكون مليئة بالرهبة والدهشة وشعور التجربة للمرة الأولى، وليست مجرد مشهد عادي يمكن تخطيه خال من أي إثارة، لكن يعوض المخرج جيدا خلال مشاهد السباق الفعلية، والتي تتصاعد إثارتها بثبات إلى لحظات استعراض مع أصوات تصم الآذان وسرعة مذهلة.

يقفز بلومكامب في جميع أنحاء مضمار السباق، وينقض من فوق رأسه عبر لقطات دراماتيكية باستخدام كاميرا طائرة مسيرة، ويقرب اللقطات بشدة على وجوه السائقين المتوترة، ويصور داخل وخارج السيارة، كما يقوم بتجميد الصورة بشكل مدروس عند تغيير المواقع، ويدمج لوجستيات السباق الواقعية مع اللغة المرئية للألعاب، كما يعطي حادثا غريبا متأخرا شعورا بهيبة مخيفة (على الرغم من أن وقت حدوث الحادث في الجدول الزمني للأحداث، تماما قبل الفصل الأخير، هو طريقة أخرى يتلاعب بها الفيلم بالحقائق).

يتمتع «Gran Turismo» بهدير آلة عصرية ضخمة، لكن آليات السرد فيه قديمة للغاية، إنه قصة تحاكي حكاية نجاح خرافية، فلا ينبغي لـ«يان» المستضعف أن يتغلب على شكوكه فحسب، ولكن أيضا على شكوك كبار المتسابقين الأوروبيين المتعجرفين (يطلقون عليه لقب «اللاعب») وحتى فريقه الرافض، إنه وحده في مواجهة مؤسسة سباقات المحترفين التي تقودها الأموال بالكامل، لدرجة يضع الفيلم العملاقتين متعددتي الجنسيات «Sony» و«Nissan» كشركتين صغيرتين.

ما نشاهده في النهاية هو قصة خيالية حول تحقيق الأمنيات، وإن كانت مستمدة من قوائم متصدرين واقعية، مع امتلاك «يان» لساعات كثيرة من الخبرة الرقمية التي تمنحه نظرة جديدة للسباقات، حيث يمكنه أن يرى خطوطا لا يجتازها منافسوه المحترفون، يصبح هو نفسه بمنزلة إعلان تجاري بشري يروج لفوائد قضاء الوقت مع ألعاب الفيديو، وبعدما كان الترويج لألعاب الفيديو يركز على أنها «تساعد في التوافق الحركي»، فإن الفيلم يقدم حالة أكثر إقناعا للفوائد الملموسة لهذه الهواية، حيث يقول «Gran Turismo»: لو لعبتم ما يكفي من الألعاب، فربما يكون لديكم أيضا مستقبل في رياضة المركبات! مادامت هذه الألعاب بالطبع تقدم الرسومات المذهلة، وآليات السيارات الواقعية بشكل مذهل، وخيارات التخصيص اللانهائية.





ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top