توجه ظهر اليوم الثلاثاء 15 آب عدد من أهالي بلدة عين قانا في إقليم التفاح الى حدود بلدة جباع لقطع الطريق باستخدام الحجارة والإطارات، على خلفية انقطاع التيار الكهربائي والمياه. اتت هذه الخطوة التصعيدية بعد خروج بيان خلال الساعات الماضية عن "لجنة متابعة ملف الكهرباء في البلدة"، يؤكد النية بالتصعيد، بغية ربط البلدة بالخط رقم واحد في معمل الأولي، أي ما يُعرف بخط جزين.عين قانا تتحركتحصل بلدة عين قانا بحسب مصادر متابعة على الكهرباء من الخط رقم 3 التي يضمها مع بلدات كفرفيلا، كفرملكي وكفرحتى وغيرها. ويُعاني الخط رقم 3 من الضعف خلال فصل الصيف بسبب الضغط الكبير عليه، سواء بسبب توجه أبناء القرى الى قراهم لتمضية الصيف، أو بسبب التعديات على الشبكة والتي لا يُستهان بها في تلك المنطقة. يؤدي ذلك الى عدم استقرار التغذية، الأمر الذي دفع بالقيمين على الكهرباء الشهر الماضي الى اعتماد جدول تقنين داخلي للخط رقم 3، بحيث يُقسم الى ثلاثة أقسام، ويحصل كل قسم على 12 ساعة من الكهرباء، وأحياناً اكثر، إذ تتم محاولة وصل الكهرباء بعد منتصف الليل لكل المستفيدين من الخط.
تكشف المصادر أن هذا الحل لم يستمر طويلاً بسبب قرار مؤسسة كهرباء لبنان زيادة ساعات التقنين الشامل على المستفيدين من الخطوط الثلاثة لمعمل الأولي من 4 ساعات يومياً الى 10 ساعات، وبالتالي قررت المؤسسة أن يزود المعمل الخطوط بالطاقة لمدة 14 ساعة فقط في اليوم، الأمر الذي يجعل من التقنين الداخلي للخط رقم 3 أمراً صعباً. ففي حال اعتماده سيحصل كل قسم من الأقسام الثلاثة على 4 أو 5 ساعات تغذية بحدّ أقصى، وهو ما قد يكون أقل من ساعات التغذية التي يحصل عليها المستفيدون من كهرباء معمل الزهراني على سبيل المثال، لذلك كان القرار بإعادة وصل الخط كاملاً.
لا يستقر التيار الكهربائي في كثير من الأحيان، بسبب عدم التزام أبناء القرى بتوصيات المعنيين بالكهرباء، كما أن الطقس المتطرف لا يساعد على الالتزام بالتوصيات، لذلك يعاني المستفيدون من الخطّ رقم 3 من عدم استقرار خطّهم، ما دفع ببعضهم للتحرك، كأهل عين قانا الذين يطالبون بحسب معلومات "المدن" بفصلهم عن الخطّ رقم 3 وإعادة وصلهم بالخطّ رقم واحد، على اعتبار أنهم يتبعون "تاريخياً" لهذا الخط.خطوط سياسية وصراعداخل بلدة عين قانا حديث عن أن المشكلة ليست مع بلدة جباع، ولو أن نائبها محمد رعد لم يتحرك لمدّ يد المساعدة لأبناء الخط رقم 3 عندما قصدوه منذ فترة قصيرة لأجل مساعدتهم بأزمة الكهرباء، وأزمة الفواتير الباهظة التي وصلت إليهم والتي يمتنع قسم كبير من اهالي عين قانا عن3 دفعها؛ بل المشكلة مع جزين التي يرفض القيّمون عليها مساعدة بقية القرى عندما يمكنهم أن يساعدوا، معتبرين أن تقسيم الخطوط يأتي بخلفية سياسية في المنطقة، فالخط رقم واحد المحسوب على تحالف التيار الوطني الحر في جزين وقراها، وحزب الله وبلدة النائب رعد لا يُمسّ، علماً ان مصادر في الكهرباء تؤكد عبر "المدن" أن الخط رقم واحد لا يحتمل أي إضافات جديدة عليه، كما أن قرار التقنين 10 ساعات يومياً يسري على كل المستفيدين من معمل الأولي.
في آب الماضي تحرك أهالي عين قانا باتجاه بلدة جباع لأسباب مشابهة، وكادت الأمور تخرج عن السيطرة بعد اشتراك أهالي كفرحتى بالإعتراض، وهذا العام أيضاً يبدو أن التصعيد سيكون سيد الموقف في الفترة المقبلة، خصوصاً بعد التحذير الذي ورد ببيان أهالي عين قانا لأهالي جباع.