حارب خصوم ميشال عون والتيار الوطني الحر بالأوهام والشائعات والبروباغاندا الكاذبة وبأقذر ما وصل إليه الإعلام اللبناني، فهزمَهم بالحقائق الدامغة، من التشريع إلى التنفيذ وصولاً إلى الجغرافيا وما تختزنه.
فمن الرابية وعلى أعتاب سنة من خروجه من بعبدا، يتأمل الرئيس عون ما زرعته يداه في موسم الحصاد. فها هو التدقيق الجنائي خرج إلى النور، جارفاً معه حتى من البداية، سياسيين وجمعيات وإعلاميين و"عدة الشغل" التي خلقها وتلاعب بها على مدى عقود. وفي وقت لا يعتمد التقرير الأولي للتدقيق الجنائي على كل المعلومات والمستندات، يبقى مثاراً للتحليل والنقاش والتداول في كل أوساط المجتمع اللبناني، وصولاً إلى البحث في كيفية المتابعة القضائية لكل النتائج المترتبة عليه.
وضمن الإطار نفسه، يبقى مصير رياض سلامة "معلّقاً" بعد أن تقدمت القاضية هيلانة اسكندر بمخاصمة القاضي شربل أبو سمرا، ما يبقي سلامة تحت سيف الملاحقة والتوقيف، على الرغم من كل الحماية التي توفره له المنظومة السياسية والقضائية.
وفي الجغرافيا والجيولوجيا، تصل غداً باخرة الحفر TransOcean Barents في انطلاق عملي لمسار التنقيب عن الغاز في البلوك 9. فعلى الرغم من سيل الإتهامات والأكاذيب التي سيقت ضد عون ووزير الطاقة آنذاك جبران باسيل في مسار الجهود لوضع الغاز موضع التنفيذ، شق التنفيذ طريقه بعد أن خاض لبنان وعون أعنف المعارك في مواجهة الضغط الدولي والأميركي في هذا الملف بالتحديد، المرتبط ببيئة جيو استراتيجية خطرة من شرق المتوسط إلى الحصار الروسي لأوروبا عبر الأنابيب.
في هذا الوقت، وضع التيار الوطني الحر جانباً كل التحليلات والتوقعات عن مسار تفاوضه مع حزب الله، وخاصة تلك المبكرة التي جزمت بالموافقة على سليمان فرنجية رئيساً. وقد شددت أوساط "التيار" على أن التفاوض الذي لا يزال يسلك طريقه، محصور بنقطتي اللامركزية الإدارية والصندوق الإئتماني. ومن شأن التقدم فيهما، أن يطور التفاوض حول إسم رئيس الجمهورية، الذي يكون من بين أسماء عدة لا تنحصر بفرنجية فقط. وقد قطع "التيار" بذلك الطريق على الإستنتاجات الإعلامية التي تتجاهل الإطار الواضح للتفاوض والمبادئ التي وضعها رئيسه جبران باسيل وخاصة ما يتعلق منها بآلية "الدفع المسبق" عبر إقرار اللامركزية الإدارية والصندوق الإئتماني.
على خط مواز، قدم باسيل بعضاً من رؤيته لإدارة الحزب في المرحلة المقبلة، مع إعلانه الترشح لولاية رئاسية جديدة عشية اقتراب موعد استحقاق رئاسة "التيار" في أيلول المقبل. وقد شدَّد باسيل في فيديو "دقيقة مع جبران" على التيار المتطور والعصري والمنضبط بنظامه، داعياً في الوقت نفسه كل من يرى في نفسه أهلاً للتنافس على رئاسة "التيار" إلى التقدم وطرح برنامجه بكل ديموقراطية.