أطلقت شركة "باي بال" (PayPal) للتحويلات والخدمات الماليّة عملتها المستقرّة الخاصّة، بقيمة توازي دولارًا أميركيًا واحداً، في خطوة يفترض أن تساعد الأسواق للانتقال نحو استخدام العملات الرقميّة على نطاق أوسع. وقالت الشركة أنها ستطلق في المرحلة الأولى عملتها في الولايات المتحدة الأميركيّة، على أن تتوسّع في عرضها في سائر أسواق العالم، فيما يفترض أن تكون هذه العملة مدعومة بإيداعات دولاريّة وسندات خزانة أميركيّة.
وكانت أسهم الشركة قد ارتفعت في مطلع الأسبوع بنسبة 1.4%، ليبلغ سعر السهم حدود ال63.66 دولار أميركي، بمجرّد الإعلان عن هذه الخطوة، في تطوّر يعكس تفاؤل المستثمرين بإطلاق العملة الجديدة. ومن المعلوم أنّ أسواق المال العالميّة تراهن على التوسّع باستخدام العملات الرقميّة، لإجراء المدفوعات العابرة للحدود بسرعة قياسيّة، وبأكلاف منخفضة، مقارنة بالتحويلات البنكيّة التي تحتاج إلى عدّة أيّام للمرور بمصارف مراسلة، وبعمولات مرتفعة. وبرأي كثيرين، ستساعد العملات الرقميّة على تعزيز التجارة العالميّة عبر الحدود وتسهيلها، ما سيزيد من كفاءة وفعاليّة سلاسل التوريد العابرة للدول إلى حد بعيد.
وتجدر الإشارة إلى أنّ العملات الرقميّة المستقرّة هي عملات إلكترونيّة يمكن استخدامها بسرعة عبر الإنترنت، لكن قيمتها مرتبطة بأصول ماليّة أخرى مثل الدولار الأميركي والذهب، ما يقلل –أو يمنع كليًا- من تقلّب أسعارها مقابل العملات التقليديّة. وهذا ما يسهّل استعمال هذه العملات كمخزن للقيمة عند الادخار، أو كوسيلة لقياس الأسعار عند إجراء التعاملات التجاريّة.
وبخلاف العملات المشفّرة مثل "بيتكوين"، تخضع العملات الرقميّة المستقرّة إلى تنظيم مركزي من قبل الشركات الأم، مثل "باي بال" بالنسبة للعملة الجديدة، كما تخضع لرقابتها بما يخص تبييض الأموال وتمويل الإرهاب. ويُنظر إلى استقرار أسعار هذه العملات كعامل جذب، يمكن أن يسمح لها بمنافسة العملات المشفّرة التي تتقلّب أسعارها بسرعة في أسواق المال العالميّة.
وستواجه "بيتكوين" وسائر العملات المشفّرة كذلك منافسة من قبل العملات الرقميّة التي تسعى مصارف مركزيّة أخرى إلى إطلاقها، والتي يفترض أن تعمل وفق آليّات شبيهة بآليّات عمل العملات الرقميّة المستقرّة، لكن مع وجود مصارف مركزيّة تكفل قيمتها وتنظّم عملها وتحول دون استخدامها للمضاربات السريعة.