2024- 11 - 20   |   بحث في الموقع  
logo سلاح أميركي جديد لأوكرانيا.. كييف تستعد لهجوم جوي كبير logo منخفض جوي إلى لبنان.. إليكم التفاصيل logo منذ مساء أمس... الدفاع المدني يعلن عن حصيلة مهامه المنفذة! logo "بانتظار الجواب الإسرائيلي"... بري: جولة هوكشتاين هي الأخيرة logo "سياسات احتكار"... "تجدد" تستنكر: التفاوض مع حزب الله يضرب سيادة الدولة logo لليوم الثاني على التوالي... هوكشتاين إلى عين التينة logo مجازر إسرائيلية في النبطية.. شهداء وجرحى ودمار logo التشويش الاسرائيلي… يعطّل الرادارات ويصعّب حياة اللبنانيين
لهذه الأسباب حافظَ باسيل على المبادرة! (ميشال ن. أبو نجم)
2023-08-06 19:59:21



من يراقِب ما تعرّض له التيار الوطني الحر منذ ١٧ تشرين الأول ٢٠١٩، من هجماتٍ إعلامية مكثفة وحصارٍ سياسي وحتى للإرهاب المادي، لا يُمكنه إلا أن يتفاجأ بقدرة هذه الحالة السياسية على الصمود والتكيف. أساساً حتى خصومها صُدموا بالرقم النيابي الذي حصّلته في انتخابات ٢٠٢٢، وهذا بحد ذاته مؤشرٌ إلى خواءِ الرهانات الغربية وأدواتها اللبنانية، لا بل إلى الجهل بالعقل السياسي للحالة العونية وخصائصها التنظيمية الحركية.
أساساً، حتى هذه الرهانات والأميركية تحديداً، تشهد تحولاً لافتاً...


لكنّ الصمود شيء، واستعادة المبادرة أمر آخر. الصمود والحفاظ على الوجود حالة دفاعية بديهية، أما المبادرة فسلوكٌ هجومي إيجابي معبّر عن الثقة بالنفس وبالقدرات السياسية المتوفرة.


بعد استيعاب الضربة، تمكّنت الحالة العونية، من تحقيق إنجازات متتالية. ففي ظلِ أسوأ كارثة تضرب لبنان، وفي أقسى حرب، خرج "التيار" من انتخاباتٍ ٢٠٢٢ ومعه كتلة نيابية مؤثرة ووازنة، على الرغم من كل الظروف المعاكسة. وعلى أثر الإنتخابات، لم ينه ميشال عون ولايته في بعبدا إلا وكان يحمل معه ضربةَ اتفاقِ ثروة الغاز في أشرسِ معركة سيمضي وقتٌ قبل أن تتكشّف أسرارُ محطاتها ومفاوضاتها، وهي التي كانت "حرب ١٧ تشرين" على عون وحزب الله، ذروة عاصفتها.
لا بل أنَّ عون، وإضافة إلى ضربة الغاز، لم يخرج إلا وكان غرزَ المسمارَ الأقوى والأكبر في ركيزة منظومة التسعينات، عبر التدقيق الجنائي الذي تحتار وزارة المالية كيف تتخلص منه، عبثاً!


لم يكد "التيار" ينفُض عنه غبار المعارك و"القصف" الإعلامي والسياسي بعد انتهاء ولاية رئيسه المؤسس، حتى أتته ضربة جديدة، لكن هذه المرة من الحليف الأكثر ثباتاً، في تفاهم غير مسبوق في التاريخ السياسي اللبناني بين قوتين مختلفتين طائفياً وعقائدياً وسياسياً. تفرّقْ الحسابات و"عشاق" التفاهم بسبب الإصرار على منطق الفرض، واجهه "التيار" بضراوة مفاجئة.


ميزةٌ رئيسية حاضرة في كل هذه المحطات. على الرغم من "القصف" لم تتوقّف ماكينات "التيار" عن الحركة والمبادرة، في أرض "المعركة". لم يستكِن "التيار" ورئيسه جبران باسيل فور انتهاء ولاية عون، وكان خرق الحصار بخارطة الأولويات الرئاسية في اتجاه كل المكونات السياسية.


كانت المبادرة الأولى بحجر أساس أولويات الرئيس المقبل، وهي خطوة سيتبين مع الوقت ألا إمكانية لتجاوزها من أي طرف، وفي أيّ ظرف. أما المبادرة الثانية والأهم، فكانت في تكوين "التقاطع" الرئاسي، الذي جوّف فرضَ سليمان فرنجية وتهميشَ المسيحيين وإقصاءَهم. صُدم حزب الله بحزم حليفه، وارتاح الوسط المسيحي للذاتية التي لا يستغني عنها "التيار"، لأنه شرط الوجود في نهاية المطاف. سجّل كل المعنيين هذه النقلة النوعية لباسيل...


اليوم يخوض "التيار" وباسيل المبادرة الأقوى والأدق. إنها قضية تثبيت ركائز النظام على أسس ترتاح إليها الجماعات الطائفية، وتفتح أفقاً جديداً للتنمية المتوازنة في نظامٍ متكلّس لم يعرف بعدَ ما سُمي ب"إصلاحات" الطائف إلا التعطل والشلل المتواصلَين. أزمات تلو أزمات بعد سحب الغطاء السوري لم تعرف الحلول إلا بالرصاص أو بالتفاهمات السعودية - السورية.
وقد يحلو للبعض السياسي اتهام باسيل و"التيار" بالتحضير ل"مقايضة" أو "صفقة"، لكن هذه الإتهامات القصيرة النظر سرعان ما تتجوف وتسقط. "التيار" ورئيسه اليوم على عتبة إحداثِ التحول الكبير، بناء على تطبيق لحلول تلامس الهواجس الوجودية والكيانية. لا أحد في لبنان يغفل عن الإنزعاج المسيحي الكبير من آليات إدارة الدولة بعد العام ١٩٩٠، والذي وصل إلى حد الرغبة ب"الإنفصال" وليس فقط الفدرالية. كما أن لا أحد يمكن أن يتنكر للمعركة الكبرى على أنقاض انهيار الدولة والكارثة المالية والإقتصادية، لإعادة التأسيس من جديد ووفق قواعد لا يمكنُ منظومة التسعينات المتهالكة الإستمرار في الهروب منها أمام المجتمع الدولي.


والمفارقة الكبرى في السلوك المبادِر "للتيار"، ألا قدرة للخصوم على إدارة الظهر لهذه القضايا، أو أقله مواجهتها علناً. هنا، يمتلك التيار الوطني الحر قيادة المعركة السياسية، ومفتاح التنفيذ في يد حزب الله، ومعهما بطبيعة الحال قوى لبنانية أخرى. والقوى المسيحية، لا تملك أمام مصيرية معركة إحداث التحول في النظام، إلا خيارَي التفاهم مع باسيل أو الإنتقاد والمزايدة، كما حصل في محطات سابقة. يبقى قوى المنظومة المتراجعة، بقيادة نبيه بري. وهنا، تُخاض المعركة الحقيقية وربما النهائية، وهي المشاركة في الإدارة المالية التي يهيمن عليها رئيس المجلس، بالتكافل والتضامن مع شركائه في المنظومة المصرفية - السياسية. يعرف بري أن باسيل يواجهه منذ وزارة الطاقة، حول "القفل" بالذات. يريد رئيس "أمل" أن يحتفظ ب"المفتاح" إلى ما شاء الله، وباسيل يقول له منذ عام ٢٠١١ إن المفاتيح حق لجميع اللبنانيين الذين باتوا "محرومين" في عهود الفساد والنهب والتجويف.


بكلامٍ آخر، إنّ ما صُنع في عهد خدام وكنعان والشهابي، لا يصلح في عهد ما بعد ٢٠٠٥. جرتْ مياه كثيرة في النهر اللبناني، و"البحر" السوري، وكذلك البحر الدولي... والمواجهة النهائية قاب قوسين أو أدنى.
لذلك يكتسب السلوك المبادِر لباسيل، كل هذه الأهمية المكثفة، وحتمية النجاح أنها مترسخة في القضية المصيرية وتعبيرها العميق عن مصلحة جميع اللبنانيين، كما في كل مواجهات التيار الوطني الحر منذ تأسيسه...



*رئيس تحرير tayyar.org



التيار الوطني الحر



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top