د. حنينا ابي نادر-
تكتسي وظائف الغابات البيئية أهمّية كبرى وتتمثل في تخزين الكربون مثلاً ، وموائل الحياة البرية ، وتنقية المياه والهواء ، والفوائد الثقافية على غرار الترفيه ، والجانب الروحاني . أما لبنان فهو يخسر غالبية غاباته من جرّاء الحرائق المتعمّدة التي تفتك بالغابات بهدف استخدامه للفحم أو البناء .
أثناء اندلاع حريق في الغابة، يعاني البشر من مشاكل صحية عدة وهي تشتمل على التهاب العينين ، والسّعال ، وضيق التنفّس ، والصداع ، بالإضافة إلى حدوث زيادة في حالات الاستشفاء بسبب الإصابة بالربو ، وما لها من آثار نفسية أيضًا على السكان .
في هذا الإطار، نذكر أنّ الدخان يضرّ كبار السن ، والنساء الحوامل ، والأطفال والأشخاص الذين يعانون من مشاكل قلبية مزمنة . والكثير من هذه الحالات قد تم الإبلاغ عنها خلال الحريق الكارثي الذي اجتاح غابة الأمازون . كما أظهر مقال نُشر في شهر مارس / آذار 2019 أنّ رجال الإطفاء الذين تكمن مهمّتهم في إخماد الحرائق البرية يواجهون زيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة بسبب التعرّض للملوثات الهوائية الخطرة ، بالإضافة إلى زيادة خطر الوفاة المرتبطة بمشاكل القلب والأوعية الدموية .
تجدر الإشارة أيضًا إلى أنّ كل إنسان يستهلك حوالى 740 كيلوغرام من الأكسجين في السنة الواحدة ، وهو ما يعادل 8 أشجار تقريبًا .
بناءً على ذلك ، فإنّ كل شخص مدعو لزراعة الأشجار والتفكير في الأجيال المستقبلية . ففي النهاية ، لقد وُجدت الأرض قبل البشر ، بيد أنّه يتعذّر وجودنا من دون الأرض .
إنّ تدمير الغابة سيدمّرنا ولكن إثر ذلك ، ستقوم الأرض بتجديد نفسها وطبيعتها من دوننا .