لا يخيب هذا الفيلم آمال الأشخاص الذين أحبوا الأكشن بالجزء الأول، حيث لا يتوانى هيمسوورث عن استخدام أي شيء يقع في متناول يده، بداية من الأسلحة النارية بكل أنواعها حتى قاذفات الصواريخ، ووصولا إلى المعدات الرياضية والأنابيب المعدنية، حتى أدوات شرطة مكافحة الشغب بأسلوب رائع. وعندما لا يجد شيئا أمامه ليستخدمه في القتال ينتقل إلى المعارك بالأيدي.
يستغل الفيلم قدرات هيمسوورث البدنية لإنشاء تصاميم قتالية رائعة لا يمكن لأي شخص تأديتها (احذر يا جون ويك هناك منافس قوي في الأرجاء)، حتى ان هناك مشهدا تشتعل فيها ذراع هيمسوورث بالنار، والذي كشف عن أنه تم تصويره بشكل واقعي من دون تأثيرات بصرية.
يكمل الجزء الثاني تماما لحظة انتهاء الفيلم الأول، بعدما تعرض تايلر للإصابة وسقوطه من على الجسر، وهنا نتمتع ببعض الدقائق القليلة الهادئة في الفيلم، حيث يأخذ بعض الوقت ليستعرض كيفية نجاته وخضوعه لإعادة التأهيل، وذلك قبل انتقاله إلى كوخ بمنطقة نائية مثلجة حيث يقرر التقاعد.
لكن شخصا مثل تايلر لا يمكن أن يعيش حياة هادئة للأبد، حيث سرعان ما يأتيه شخص لا يعرفه، والذي يمثله النجم إدريس إلبا في دور صغير جدا للأسف لا يستغل قوته كنجم اكشن على الإطلاق، ليقول له ان طليقته أرسلته لكي يساعد في إخراج شقيقتها من أحد السجون هي وطفليها.
هنا تبدأ وتيرة الفيلم بالازدياد، حيث يأخذنا في جولة من التمارين الرياضية القاسية في سعي من تايلر للعودة إلى سابق عهده. وبمجرد أن يبدأ تايلر بتنفيذ مهمته يتحول الفيلم إلى «وضع الاكشن الجنوني» الذي جعلنا نحب السلسلة وينطلق في رحلة «الإكسترا اكشن» من دون توقف.
كما كان الحال مع الجزء الأول، يأتي الفيلم من تأليف جو روسو، مبدع Avengers: Endgame، ومن إخراج سام هارغريف، وهو مؤدي مجازفات تعاون مع الأخوين روسو بالعديد من الأفلام في كون مارفل السينمائي، وكان بديل كريس إيفانز خلال تأدية المجازفات بدور كابتن أمريكا، وظهر بأفلام مثل Atomic Blonde وActs of Violence.
كان Extraction هو تجربته الأولى بالإخراج، والذي سرعان ما وضعه بين أفضل مخرجي الاكشن اليوم بفضل المشاهد المثيرة التي أخرجها بطريقة فريدة من منظورات مختلفة، مع كاميرا متحركة تضفي المزيد من التوتر، بالإضافة إلى مشهد اللقطة الواحدة الذي امتد الى 12 دقيقة بالجزء الأول.
ويرفع الجزء الثاني من مستوى هذا الأسلوب من الإخراج ويقدم لنا مشهد لقطة واحدة مستمرة يمتد على 21 دقيقة. كشف هيرغريف أن هذا المشهد استغرق 4 إلى 5 أشهر من التحضير، بداية من وضع المفهوم إلى العثور على المواقع، ووصولا إلى رسم المسار الذي سيسير عليه المشهد ثم تصويره، الذي استغرق بحد ذات 29 يوما لإكمال التصوير، والذي كشف هيمسوورث، عن أن غالبية المشهد تم تصويره بالواقع من دون استخدام مؤثرات بصرية رقمية.