يتعمّق الفراغ الرئاسي وفي المستويات المختلفة الإدارية والمالية والأمنية، على الرغم من تلويح بيان اللجنة الخماسية ب"إجراءات" ضد "معرقلي" الإنتخابات الرئاسية". ذلك أن التصعيد اللفظي الذي ورد في البيان، وحركة المشاورات الجانبية التي رافقته، لم تقدم مقترحاتٍ عملية واضحة للخروج من الأزمة، في ظل تناقض الرهانات اللبنانية، وغموض الحوار الذي تتم الدعوة إليه. وعلى الرغم من الدور الشكلي المستمر لفرنسا من خلال حركة جان إيف لودريان، إلا أن المعلومات تشير إلى بداية تراجع لهذه الحركة وللمبادرة الفرنسية في شكل عام، وعودة لتأثير العاملين الأميركي والسعودي في شكل خاص، في الوقت الذي تلعب فيه قطر دور المسهّل والمحاور فيما بين هذه المجموعة، وبينها وبين إيران التي تضع الخيار اللبناني الرئاسي في جعبة حزب الله.
وفي النتائج العملية لشد الحبال الذي حصل في الأشهر الماضية، توضح سقوط خيار سليمان فرنجية بنتيجة محاولة الثنائية الشيعية فرضه، في الوقت الذي لم يبرز بعد الإسم الواضح في المقابل والذي يمكن أن يحوز في شكل خاص على تأييدٍ مسيحي وموافقة "الثنائية" في الوقت عينه.
على خط مواز، يتابع التيار الوطني الحر قيادة المعركة ضد المخططات الدولية لتوطين النازحين السوريين. فقد عقد نواب "التيار" ندى البستاني ونيكولا الصحناوي وجورج عطالله وجيمي جبور وسيزار أبي خليل مؤتمراً صحافياً في مجلس النواب أكدوا فيه أن القرار في شأن النازحين لا يعود إلا اللبنانيين وحدهم، مهاجمين التوصيات الدولية والأوروبية المتجاوزة سيادةَ لبنان.
ويأتي هذا المؤتمر ليواكب الحركة الميدانية التي ينفذها "التيار" من خلال وقفة احتجاجية مساء اليوم أمام بعثة المفوضية الأوروبية في الصيفي، تأكيداً لحق لبنان سيادته على أرضه ومنع المس بكيانه.
وفي ظل الفراغ الذي من المتوقع أن يمتد أقله إلى مطلع السنة المقبلة، ينشغل اللبنانيون بهمومهم المعيشية، وبتمضية الصيف لمن تيسّرت له الأحوال بكل وسائل الترفيه الممكنة، في الوقت الذي تلعب فيه معظم وسائل الإعلام دور البوق للمنظومة المصرفية – السياسية التي تستمر بإيهام اللبنانيين بأن مجرد عودة المغتربين لأشهر معدودة و"تفويل" المطعام والمقاهي، هو "المعجزة" اللبنانية التي لا غبار عليها، تغطية لكل الخطر الكامن في الأزمة المالية والإقتصادية.