تتسارع المواقف والخطوات والإشارات المرتبطة بالشأن الرئاسي، الذي شهدَ تطوراً بارزاً تمثّل باستعادة الحوار بين التيار الوطني الحر وحزب الله على أسس مختلفة عن تلك التي كانت في السابق.
ذلك أنه من الواضح أن النقاشات والمراجعات التي أجراها حزب الله، دفعت إلى تصور مختلف للحوار عن الذي كان مبنياً في السابق على حصرية إسم سليمان فرنجية مرشحاً لرئاسة الجمهورية. وانطلاقاً من هذه المراجعة، بادرَ "الحزب" لقرع أبواب التيار الوطني الحر مجدداً، في الوقت الذي كان فيه جلياً تبادل الإشارات الإيجابية، ولو الحذِرة، بين الطرفين في الأيام الأخيرة. وبالتالي، فإن بدء النزول عن شجرة رئيس تيار "المردة" ولو تدريجياً، استوجب أرضية مختلفة تُزاوِج في منطق "الحزب" وخطابه بين "شخصية الرئيس الذي يطمئن المقاومة"، من دون أن يكون هذا الأمر مرتبطاً حصراً بشخص فرنجية.
في هذا الوقت كان رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل يضع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في كل الأجواء المتعلقة بالشأن الرئاسي، وقد لفت الإتفاق على مجموعة من الخطوات التي أُبقيت سرِّية وبعهدة البطريرك.
وعلى خط موازٍ أكد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق الترحيب "بإعادة الحوار بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، معتبراً أنه "نموذج للحوار غير المشروط، الذي طالما دعونا إليه، وخطوة في الاتجاه الصحيح بما ينفع لبنان للخروج من أزماته".
على خط آخر، اشتعل الوسط السياسي اللبناني رفضاً لإصرار البرلمان الأوروبي على تجديد النيات الأوروبية الصريحة بتوطين النازحين السوريين، عبر الإشارة إلى عودتهم الطوعية. وقد توالت الردود من القوى السياسية المختلفة منذ إصدار هذا الموقف مساء أمس، وأعنفها تلك التي أتت على لسان نواب التيار الوطني الحر الذين طالب بعضهم بفتح الحدود أمام هجرة النازحين إلى أوروبا، في الوقت الذي دعا فيه نواب آخرون كاللواء جميل السيد إلى بدء السلطات الرسمية فوراً بتنفيذ خطة العودة بالتواصل مع السلطات السورية.
وفي ملف الحدود والتوتر جنوباً، تواصلت تصريحات بعض أعضاء حكومة نتنياهو التي باتت تثير الصداع حتى للولايات المتحدة الأميركية، من دون توقع المس عملياً بالأمن الإستراتيجي وتحريك الجبهة مع لبنان لأسباب عدة. وفي هذا الإطار دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي جيش العدو "للتحرك" ضد الخيام التي أقامها حزب الله قرب الحدود.