أهال الوزير جبران باسيل التراب على بدعة ترسيم الحدود البحرية في ظل تنامي الأخبار المغلوطة عن اتجاه لهذا الأمر في لبنان، مذكراً في الذكرى السابعة عشرة لحرب تموز المبادئ التي تحكم مسألة الحدود وهي اتفاقية بوله نيو كمب والقرار 425. وبذلك، تكون هذه الطروحات قد دُفنت في مهدها، وبعد تصاعد الكلام اللبناني في هذا الشأن في موازاة زيارة مستشار الرئيس الأميركي الذي أشرف على ملف اتفاق الحدود البحرية أموس هوكشتاين. والأهم في هذا الشأن أن باسيل فصل ملف خيمتي حزب الله والغجر عن "ترسيم الحدود البرية".
ونظراً لأن إنجاز اتفاق الحدود البحرية وبالتالي شق الطريق أمام استخراج الغاز استند على ركيزتين، رئاسة الجمهورية وحزب الله، فإن الأنظار تتوجه إلى كلمة السيد حسن نصر الله في ذكرى حرب تموز لمعاينة جملة من المواقف المتصلة حول أزمة الحدود والخيمتين وقرية الغجر، مع الإقتناع التام أن التوتر جنوباً على استمراره وتواصل الإستفزاز من جانب الإحتلال الإسرائيلي، مضبوط استراتيجياً بحدود الردع من جهة، وباتفاق الحدود البحرية وأمن الغاز الحريصة عليه الولايات المتحدة وأوروبا، من جهة ثانية.
كما أنَّ كلمة نصر الله أساسية لمراقبة التفاعل مع ملاقاة لفتة حزب الله في الموقف من حاكمية مصرف لبنان من قبل الوزير جبران باسيل في كلمته أمس. ذلك أنه في وقت تسود الإيجابية الحذِرة أوساط التيار الوطني الحر إزاء موقف حزبالله من الشراكة والميثاقية، وبالتالي رئاسة الجمهورية، تشير أوساط عليمة إلى أن حزب الله بدأ يفكر في كيفية النزول من "الشجرة" التي صعدَ إليها بالإصرار على ترشيح سليمان فرنجية. ومن شأن هذا "النزول" بطبيعة الحال أن يتطلب أرضية مناسبة، مشتركة بين الطرفين، وقائمة على الحوار الحقيقي لا الشكلي.
في هذا الوقت، يستمر القضاء اللبناني بتمثيله مصالح المنظومة المصرفية. فعدا تأجيل القاضي شربل أبو سمرا الإستماع إلى رجا سلامة وماريان الحويك في موازاة استماعه إلى رياض سلامة، لفت ما ذكرته مصادر قضائية لصحيفة "الشرق الأوسط" عن اعتبار مطلب القضاء الألماني الدخول إلى "مصرف لبنان مساً بالسيادة اللبنانية". وفيما اللبنانيون كانوا يأملون بوقوف القضاء اللبناني إلى جانبهم خاصة في أخطر أزمة وجودية يمر بها، يصر هذا القضاء بتصرفاته وتصريحاته، على الدفاع عن مصالح النظام السلطوي الذي يطبق الخناق على اللبنانيين، مع تذكيره بأن السيادة القضائية تقتضي الإقتصاص أولاً ممن هرب أموال اللبنانيين إلى الخارج وسرقها و"بيّضها"...