خاص tayyar.org -
تستمر المراوحة في الملف الرئاسي ربطا بتعويل أكثر من فريق محلي على التحرك المتوقَّع للموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لورديان.
ولعل المفارقة أن الرجل نفسه لم يقع على عناصر إيجابية في زيارته الأخيرة، وهو ما صارح به من التقاهم في الساعات الأخيرة قبل مغادرته. لذا اكتفى بالحضّ على التحاور والإقناع، وهو ما سيكون عنوان زيارته الثانية المتوقعة الأسبوع المقبل، فيما تسعى الدوحة إلى إنعقاد اجتماع الدول الخمس المعنية بالشأن اللبناني في الأيام القليلة المقبلة، وربما قبل زيارة لودريان. لكن أكثر من دولة لم تبد حماسا لاجتماع مماثل، وهي ليست مشجّعة أصلا للحراك الذي تضطّلع به باريس.
لا يُخفى أن المسؤول الفرنسي أمهل نفسه حتى بداية الخريف المقبل لتحقيق اختراق لبناني ما، قبل أن ينصرف إلى وظيفته الجديدة رئيسا للوكالة الفرنسية لتطوير العلاقات السعودية، مع إدراكه صعوبة المهمة التي كلّفه بها الرئيس إيمانويل ماكرون.
كما لا يُخفى أن باريس تفقد تباعا وتدريجا اهتمامها اللبناني، وهو قد ينحسر مع انتهاء مهلة بداية الخريف في حال سلّم لودريان بتعثّر مهمته.
ولم يُعرف بعد مآل الملف الذي تسلّمه في 7 حزيران، أي قبل نحو شهر من اليوم، فيما لا يزال المستشار الرئاسي باتريك دوريل على تماس مع الشأن اللبناني إنما بدور أقل فاعلية.
وتنشغل باريس خصوصا في احتواء الإستياء المسيحي الذي تراكم في الأشهر الأخيرة نتيجة التسوية – الصفقة التي رتّبتها مع جهات لبنانية بمعزل عن المكوّن المسيحي. وهو ما استدركته الرئاسة الفرنسية متأخرة، لو لم تقدّم بعد ما يبدّد هذا الإستياء سوى قول لودريان إن الصفحة الماضية طُويت.