دمشق ـ هدى العبود

حققت الاعمال الشامية انتشارا واسعا على فضائيات الوطن العربي، لدرجة ان هذه الاعمال ترجمت للعالمية مثل مسلسل ضيعة ضايعة وباب الحارة، والاحصائيات تؤكد ان هذه الاعمال حققت مطلب شركات الإنتاج التي تبحث عن الربح المادي لا عن الخسارة، لذلك عندما تقدم تلك الشركات على انتاج أي عمل فني يكون هدفها البحث عن الشخصيات، والمثال امامنا فمثلا شركة (ام بي سي) حققت أرباحا طائلة من انتاج اعمال احتضنت البيئة الشامية بأجزاء وصلت الى تسميتها بسلسلة كاملة مثل سلسلة باب الحارة الشهيرة، والجميع شعر بالرضا لما حققته السلسلة من نجاح كبير، بدءا من كاتبه أحمد حامد ومخرجه بسام الملا وصولا الى كل من شارك فيه من فنانين وفنيين، فالعمل كان جهدا جماعيا بحتا.

واليوم اتجه المنتج فراس الجاجة الى التنوع بأعماله الفنية من خلال شركته الخاصة واختار محطتين على يوتيوب أطلق عليها اسم «حارة شوف والنجوم» تصدى لها للإخراج ظهير غريبة ومدير الإنتاج عمار الخطيب وزاهر مسرابي.

ومن أبرز الفنانين القدير سعد مينا، نزار أبو حجر، أميرة خطاب، عبير شمس الدين، الليث فتي، حسام عيد، علي كريم، وفاء موصلي، وائل زيدان والراحل شادي زيدان والقدير فايز قزق، غادة بشور، ليلى سمور، سلمى المصري، أمانة والي، فاتن عبدو، بالإضافة الى فنانات من الجيل الجديد زينة ساروت، فاتح سلمان ويصور كل يوم اربع لوحات معاصرة وأخرى تمثل البيئة الشامية..

«الأنباء» التقت الفنانة أميرة خطاب من كواليس العمل، فقالت:

لا يمكن لأي عمل نقل كل ما كان يجري بكل تفاصيله نحن نحاول مقاربة الواقع، وقد فعلنا ذلك فارتدينا نفس الملابس وصورنا في نفس الأماكن وحاولنا تقريب الصورة الحقيقية للناس كما كانت. ولكن هل قدمنا كل شيء؟ بالطبع لا، وهنا يأتي دور النقاد العارفين بحال هذه الحارات العتيقة.

واضافت: الناس حقيقة أصبحت في أمس الحاجة للأعمال الفنية التي تحمل من خلال مضمونها مضامين انسانية يفتقرون اليها في عصرنا الحالي؟ من خلال مجتمع يتعامل مع نفسه بعجالة كبيرة، نتيجة طغيان المادة والمصالح على العلاقات الاجتماعية، كما نتطرق من خلال اللوحات الدرامية المعاصرة الى اختلاف حياة الناس حاليا من حيث الزواج والطلاق وأثره على الأطفال، وتفكك الأسرة، وهذا برأي ينطبق على مجريات وعادات وتقاليد البلدان العربية نظرا للعادات والتقاليد واللغة الواحدة والمناسبات الدينية كالأعياد وطقوس رمضان والاعراس مثلا.

وعن سبب نجاح تلك اللوحات واستمرار الشركة بتمويلها، قالت.

سببه حب الناس لبلاد الشام وأهلها، وواقعية الأحداث هي التي كانت وراء هذا الإقبال، بالإضافة إلى كون الشام تتمتع بسمعة طيبة عند كل العرب، والمجتمع الشامي مجتمع غني عن التعريف شعب مضياف محبوب، أهل بلاد الشام يحبون الحياة، وبالتالي العمل جسد البيئة الشامية بأدق تفاصيلها وعاداتها، وما كان فيها من حب وعاطفة واخلاص وتسامح وصفات حسنة، وهذا بحد ذاته، يجلب الناس لمشاهدة العمل من باب حب الاستطلاع والتعرف ومشاهدة كل ما نفتقر اليه في زماننا هذا من قيم نبيلة وجميلة.