على الرغم من الشهرة العالمية لعارضة الأزياء، منى يمين روس، فإن المعلومات الحياتية عنها في الانترنت شحيحة ومختزلة، وتقتصر على مجموعة من الصور، ومقالة واحدة تتناقلها المواقع هنا وهناك، وقصاصات صحفية قليلة، مع أنّ الباحث والمصمم جو شليطا سبق أن حصل على أرشيف منى روس ونشره في "انستغرام"، وهو يسعى إلى إعداد كتاب عن تاريخ الموضة في لبنان.
منى روس واحدة من أوائل العارضات اللبنانيات، إلى جانب فيليسينا روسي، وجورجينا رزق، وقدمت عروض أزياء صنعت التاريخ و"الزمن الجميل". لُقبت بنجمة الأزياء الأولى في لبنان. بدأت شهرتها في لندن حيث لفتت الأنظار بجمالها، حتى إن وكالة الأزياء التي تعاملت معها صدمت من كثرة العروض التي تلقتها والأموال التي حصدتها.
منى روس، السمراء متناسقة القوام، صاحبة العينين السودوين الواسعتين، والشعر الأسود الأملس، بدأت حكايتها في مدينة عاليه بجبل لبنان، في أسرة عادية، درست السكريتاريا، لكنها لم تبقَ طويلاً خلف "الدكتيلو". في الثانية والعشرين من عمرها، غادرت منزل العائلة، وهو أمر نادر جدًا في ذلك الوقت، وأصبحت مضيفة طيران في الخطوط الجوية الكويتية، ثمّ تزوجت من توم روس، وهو أميركي الجنسية، ودعمها لتحقيق هدفها. انتقل الزوجان إلى لندن وانتسبت إلى معهد مهني. كانت خجولة، وقالت معلمتها عندما رأتها في المرة الأولى أنها لن تكون قادرة على فعل أي شيء... لكن منى استطاعت في بضع خطوات، اكتساب ثقة لجنة التحكيم وفازت على 70 متسابقة.
تحوّل عرض الأزياء إلى مهنة بالنسبة لمنى روس، وجالت على عواصم الموضة والجمال وتعاملت مع أشهر الماركات العالمية، مثل "كريستيان ديور" و"أوسكار دو لارينتا" و"جاك كاسيه" و"بالمان"... كانت منى نحيفة، وكل الملابس تناسبها وتضفي عليها رونقاً وشياكة. "حرة ومتحرّرة"، تقول "لم أستخدم جسدي أبدًا، لقد استخدمت الاحترام الذي فرضته. أنا لم أكن للبيع ابداً"... "كنت منى روس ولم أكن عارضة". حياتها مثل رواية. فبعد شهرة في بريطانيا، عاد الزوجان روس إلى بيروت في أوائل السبعينيات. وبعد ثلاث سنوات من وجودها في لبنان، أصبحت من أشهر العارضات في الوكالة التي تعمل فيها. وحظيت باهتمام المجلات الفنية، فمن عناوين المجلات في تلك الفترة، نساء (القصد: منى روس، سيلفانا بدرخان، وجورجينا رزق) يهددن الحكومة بـ"الويل والثبور وعجائب الأمور"، إذا قررتْ منع السراويل القصيرة "الساخنة" التي راجت في السبعينات وأصبحت موضة الجميلات.
مع فيليسينا روسي، أنشأت مدرسة عرض أزياء بإسم R&R (روس وروسي). أيضاً أصبحت الوجه الإعلاني وسفيرة شركة "طيران الشرق الأوسط"، وقد خلّدها أعظم المصورين في ذلك الوقت. صور فؤاد حداد تبقى شذرات حقيقية في الستينيات وما زالت خالدة.واندلعت الحرب الأهلية العام 1975، فلم ترغب منى في البقاء ومشاهدة الكوارث. تطلقت من زوجها لكنها حافظت على اسم عائلة روس ثم تزوجت من ريمون كريغ. خلال الحرب عملت في دول الخليج كعارضة أزياء للمصممين اللبنانيين والأوروبيين. كما عاشت فترة طويلة في سويسرا وأنشأت مطعمَين وصالوناً لتصفيف الشعر. فقدت زوجها العام 2001.بين لبنان وسويسرا حاولت تأسيس معهد لعرض الأزياء، لكن حرب تموز 2006 قضت على الحلم. والحال إن منى عملت في مجال الموضة والأزياء لأكثر من عشرين عاماً، وفي آخر إطلالة تلفزيونية لها، كان حديثها كيف أنها لم تنجبْ طفلاً، في تصريح مثير للجدل والفسابكة: "ما بدي جيب ولد وحطو عند الخادمة. الولد بيخلق وبيموت بذات النفسية".