بات من الواضح أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي يواجه مشكلة جدية مع شريحة واسعو من اللبنانيين، وخاصة المسيحيين، في ظلّ ما يتسرّب عن إصراره على الإمعان في تخطي الميثاق والدستور والمبادرة إلى إجراء تعيينات مالية وأمنية.
ذلك أنّ التيار الوطني الحر رفعَ اليوم مجدداً "الكارت الأحمر" في وجه ميقاتي محذراً إياه من الإستمرار في غيّه وتخطي الحدود، ومنبهاً اللبنانيين من تداعيات هذا الإنتهاك المستمر لقاعدة الشرعية الدستورية في الحكم. ومن جهة ثانية أكد "التيار" بعد اجتماع لمجلسه السياسي استمراره في ملاحقة التدقيق الجنائي مذكراً بحمل الرئيس ميشال عون هذه القضية ومتابعتها حتى إنجازها.
وفي هذا الإطار، تتوجه الأنظار إلى مقابلة الرئيس عون على OTV الساعة الثامنة والنصف والتي ستكون فيها مواقف هامة ومفصلية من ملفات التدقيق الجنائي والرئاسة والمشهد اللبناني وسط التطورات الإقليمية المتسارعة.
في هذا الوقت رفع رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع من سقف مواقفه ضد ميقاتي، لكن في ملف آخر مرتبط بالقرار الذي أصدره حول مسح الأراضي ووضعه في عهدة لجنة مختصة بدل أن يبقى في يد السلطة القضائية، كما أوضح جعجع.
على خط مواز كان وزير العدل هنري خوري يزور بكركي ويؤكد للبطريرك الراعي أن "التحقيقات في ملف القرنة السوداء جدية". وأضاف خوري أن"القاضي العقاري في الشمال أنجز 6 بلدات وأرسل مستندات وخرائط إلى أمانة السجل العقاري ولديه حتى آخر الصيف لإرسال المستندات في ما خص بلدتين".
إلى ذلك أكد الراعي تمسكه بعقد مؤتمر دولي للحياد مشيراً إلى أن السياسيين هم من يهربون من الحوار الحقيقي، وذلك في مؤتمر نظّمه "لقاء الهوية والسيادة" عن لبنان الغد دولة مدنية لامركزية حيادية".
في المقابل عرض ميقاتي مع العماد جوزاف عون الوضع الامني وشؤون المؤسسة العسكرية. كما تطرق البحث الى الوضع في الجنوب في ضوء التعديات الاسرائيلية. ورأس ميقاتي اجتماعا للبحث في موضوع موازنة العام 2023 شارك فيه نائب رئيس مجلس الوزراء سعاده الشامي، وزير المالية يوسف الخليل، مستشارا الرئيس ميقاتي الوزير السابق نقولا نحاس وسمير الضاهر والمدير العام لوزارة المالية جورج معراوي.
وإقليمياً، بدأت جنين تلملم جراحها بعد إعلان إسرائيل بدء انسحاب جيشها، في الوقت الذي شيع فيه سكان المدينة ضحاياهم الإثني عشر وسط تأكيد فصائل المقاومة الفلسطينية استمرار عملياتها.