بيروت ـ بولين فاضل

لم يمر تسلل الذكاء الاصطناعي إلى الأغنيات والأصوات من دون جدل وانقسام في الرأي، فأم كلثوم وبواسطة الـ AI استحضرت في أغنية من توقيع عمرو مصطفى، والديوهات والتريوهات بين مغنين عرب أو بينهم وبين مغنين أجانب تصطنع يوميا حتى بدا الأمر كأنه خرج عن السيطرة وتحول الى فوضى عارمة يخشاها الكثير من صناع الأغنية في العالم العربي. وإذا كان هذا الواقع التكنولوجي يؤرق فنانين كثيرين، فإن ثمة من يتلقفه إيجابا ويضعه في خانة جعل آفاق الابتكار من دون حدود.

فنانو لبنان عبروا عن رأيهم بدخول الذكاء الاصطناعي على خط الغناء، فكانت البداية مع الفنانة نجوى كرم التي قالت إن ما يحصل هو تلاعب بإرث فني وبمواهب صوتية هي نعمة من رب العالمين، مشيرة الى أن الأمر لا يزعجها ولا ترى فيه مشكلة لكنها تحذر في الوقت نفسه من التلاعب بأمور أكبر وأخطر. وعما إذا كانت تتدخل لإيقاف أغنية بصوتها من توقيع الذكاء الاصطناعي، تجيب نجوى: «لا أوقف شيئا، لكني خائفة من أن يأخذ الذكاء الاصطناعي العالم إلى منحى آخر، لذلك أقول: ربنا يستر»!

الفنانة إليسا من جهتها تشير إلى أنها ضد تقنيات الذكاء الاصطناعي لكونها بالمطلق تدفع البشر إلى عدم التفكير والإنتاج، وهو أمر بات يطول كما تقول الأصوات والألحان حتى مواضيع الأغنيات. وتتساءل اليسا عن الأهداف المبيتة وراء ذلك لأن المخططات الكبرى في رأيها لها دوما أهدافها.

الفنانة نيكول سابا خائفة بدورها من موجة استنساخ الأصوات والأشكال، وهي معارضة لكل ذكاء اصطناعي يسهم في كسل الدماغ البشري وتراخيه خاصة أن الجيل الشاب بات يعتمد كثيرا على الـ AI.

الفنانة هبة طوجي من جهتها تقول انها مع التطور بشكل عام لكنها ضد التقنيات التي تحل مكان الإنسان أو التي تتعدى على أصوات معينة وتستنسخها بلا استئذان لاسيما أن في ذلك كما تقول قلة احترام.

أما الفنانة سيرين عبدالنور فتقول إنها ضد كل شيء اصطناعي بالرغم من أنها مع التطور، لكنها ترى أن ما يحصل يخلو من الحقيقة والإحساس.

وإذا كان الموسيقي أسامة الرحباني يرى أن التكنولوجيا تضر أحيانا بقدر ما تفيد، وأن ما يجري من استنساخ للأصوات من خلال الذكاء الاصطناعي ينطوي على سرقة وإنكار وتعد، فإن المنتج والملحن جان رياشي في المقابل يجد إيجابية كبرى للذكاء الاصطناعي في عملية صناعة الأغنية، ويقول إنه بالإمكان أن يكون استخدام الـ AI فنا بذاته لخلق أفكار جديدة خصوصا أن الموسيقى العربية تمر اليوم بحالة من الرتابة حالها حال الفنانين المعروفين على الساحة، والذين أضحوا خمولين في التطور الصوتي، بحسب رأيه.